يعتزم الطالب السوري الذي تم تصويره وهو يتعرض لهجوم في ساحة للعب في هوديرسفيلد البريطانية، رفع قضية على فيسبوك، بسبب مزاعم الناشط اليميني البريطاني “تومي روبنسون”، بأنه هاجم فتيات إنجليزيات.
محامو الفتى البالغ من العمر 16 عاماً، والذي يمكن تعريفه باسم جمال فقط، صرحوا وفق تقرير نشرته صحيفة “الغارديان(link is external)” أمس الاثنين، وترجمته “السورية نت”، بأن فيسبوك قد أعطى “مكانة خاصة” لمؤسس “رابطة الدفاع الإنجليزية”، لنشر أكاذيب زائفة وافترائية حول الطالب.
مقطع الفيديو الذي يظهر تعرض الطالب اللاجئ للدفع على الأرض وصب الماء على وجهه تمت مشاهدته ملايين المرات، وجذب إدانة واسعة في أكتوبر/ تشرين الأول.
ووبعد أيام من نشر الفيديو، اشتعلت مجدداً قضية الطفل السوري في بريطانيا، بعد نشر فيديو آخر يظهر تعرض شقيقته اللاجئة لاعتداء مماثل من قبل مجموعة من الطلاب ليطرحوها أرضاً.
افتراءات طالت الطالب السوري
وتم اتهام فتىً في السادسة عشر من العمر، والذي لا يمكن تعريفه، بالاعتداء على الفتى السوري، وتقدم أمام محكمة لليافعين الشهر الفائت، وبعد ساعات من انتشار مقطع الفيديو، زعم “روبنسون” على فيسبوك، أن جمال قد هاجم سابقاً ثلاث طالبات وصبي.
وقام الناشط المعادي للإسلام، الذي اسمه الحقيقي هو “ستيفن ياكسلي لينون”، بإعادة نشر لقطة مصورة للشاشة لرسالة على صفحته على فيسبوك، من أم تزعم تعرض ابنتها للتنمر. ولكن، نشرت الأم لاحقاً على صفحة “روبنسون” منكرة أن جمال هو من هاجم ابنتها كما يُزعم.
كما أرسل محامي جمال، “تسنيم أكونجي”، إلى “روبنسون”، وأبلغه بأنه سيتم السعي لاتخاذ إجراء قانوني بحقه لأن المنشورات تضمنت “عدداً من المزاعم الزائفة والافترائية”.
وبعد تلقيه الرسالة، اعترف “روبنسون” لمتابعيه بأن المزاعم لم تكن حقيقية وقال إنه تعرض للغش: “لقد خدعت تماماً، يا له من أمر محرج يا رجل”، حسب تعبيره.
جمال لم يعد للمدرسة
وأكد جمال، أنه لم يكن قادراً على العودة لمدرسة ألموندبيري الحكومية منذ تلك الحادثة، وأنه خشي على سلامته بسبب ما قاله “روبنسون”: “لقد شعرت بالخوف من أن الناس سيظنون بي السوء وبأنني أضرب الفتيات، وأنا لم أفعل ذلك”. حسبما قال للديلي ميل.
وأضاف: “كنت خائفاً لأنني خشيت أن يهاجمني الناس أكثر بسبب تصديقهم لما قاله تومي روبنسون عني، لم يعد بإمكاني الذهاب إلى مدرستي مجدداً وهنالك أشخاص يتجولون خارج منزلي ويلتقطون فيديوهات لي على هواتفهم. يدعونني (الجرذ الصغير) في حال خرجت، وهددني أحد جيراني خارج منزلي البارحة فقط”.
ما دور “فيسبوك”؟
“الغارديان” نقلت عن محامي جمال، “أكونجي”، وهو من شركة محاماة “فاروق باجوا وشركاه”، قوله، إن فيسبوك منح “روبنسون” مكانة خاصة ويعامله بطريقة مختلفة عن المستخدم العادي من خلال اتخاذ “قرارات تحريرية” حول منشوراته.
ونوه المحامي، إلى أنه قد تبين العام الفائت، أن الشخصيات البارزة مثل “روبنسون” محمية من القوانين العادية للتعديل، التي قد تؤدي عادة لإزالة صفحة بعد أن تنشر خمسة منشورات أو مقاطع تنتهك قوانينها.
وقال “أكونجي”، إن فيسبوك كان مسؤولاً لذلك عن منشورات “روبنسون”، وقدم له “معاملة خاصة تبدو ذات دوافع مالية”.
ويسعى فريق جمال القانوني لجمع مبلغ 10.000 جنيه استرليني للإجراء القانوني ضد كل من “روبنسون” وفيسبوك. وحتى الآن، جمع أكثر من 130 شخص مبلغ 2.662 جنيه استرليني لهذه القضية.
وبعد أن تعرض جمال للهجوم، تبرع أكثر من 10.000 شخص بحوالي 150.000 جنيه استرليني للمساعدة على نقل الصبي وعائلته إلى منزل خارج هوديرسفيلد. وستتلقى العائلة المال ما أن يجدوا منزلاً مناسباً.
ومع هذا فإن “روبنسون”، الذي أصبح مستشاراً سياسياً لحزب الاستقلال البريطاني قبل أيام، سخر من التعاطف الجاري وأشار إلى أن الطالب لم يكن ضحية. ومن ثم قابل المتهم البالغ من العمر 16 عاماً، معرفاً عنه بشكل غير قانوني ومستخدماً إياه لتكرار المزاعم بأن جمال قد هاجم طلاباً آخرين. ولم يرد فيسبوك على طلب التعليق في وقت النشر.
يشار أن عائلة جمال من مدينة حمص، نزحوا إلى لبنان؛ خوفاً على حياتهم، بعد اختطاف نظام الأسد عدداً من أفراد عائلته، وتعرضهم لتعذيب مروع تسبب في استشهاد أحد أفراد العائلة، بحسب محاميه.
وبقيت العائلة هناك حتى عام 2016، عندما انتقلوا للعيش في هيدرسفيلد بالمملكة المتحدة عبر برنامج الأمم المتحدة لإعادة التوطين اللاجئين.