حذّرت “القيادة المركزية الأمريكية” (سنتكوم) من عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى سورية في غضون عامين، وفي حال انسحبت قواتها من شمال وشرقي البلاد.
وأمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي دافع قائد “المركزية الأمريكية”، الجنرال مايكل إريك كوريلا عن وجود واشنطن في سورية.
وقال إنه “بدون القوات الأمريكية سيعود تنظيم داعش إلى الدولة التي مزقتها الحرب في غضون عامين”.
وأضاف كوريلا حسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية: “يمكنك أن ترى هروباً للسجون، ويمكنك أن ترى التطرف داخل [معسكر الاحتجاز] في الهول، وتقديرنا أن داعش ستعود في غضون عام إلى عامين”.
وجاءت هذه العبارات في وقت كان يواجه تساؤلات حول ما سيحدث إذا غادرت القوات الأمريكية سورية.
ومنذ سنوات يتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في سورية، معظمهم في الشرق، ويدعمون “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، من خلال عملية العزم الصلب التي تقودها واشنطن.
ورغم القضاء على نفوذه في سورية عام 2019، إلا خلايا التنظيم تواصل “شن تمرد منخفض المستوى عبر شمال العراق وسورية”.
وغالباً ما تهاجم هذه الخلايا “قسد” وقوات النظام السوري، حيث تنتشر في منطقة البادية السورية.
وتعمل القوات الأمريكية داخل سورية، منذ عام 2015، بموجب تصاريح استخدام القوة العسكرية لعامي 2001 و 2002، على الرغم من أن الكونجرس قد يُلغي هذا الأخير قريباً.
وتقول واشنطن إن مهمة القوات الأمريكية في سورية هي “تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات الشريكة حتى تتمكن بشكل مستقل من هزيمة داعش في مناطق محددة في العراق وسورية”.
وأشار الجنرال كوريلا إلى أن “الفرع الأساسي لداعش في سورية مسؤول عن مؤسسة عالمية” من الفروع التابعة له، بما في ذلك ISIS-K، التي تنشط في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وأفغانستان.
وشرح الجنرال قضية استمرار الوجود الأمريكي في سورية أمام اللجنة، التي تضم النائب اليميني المتطرف مات غايتس، الذي قدم مؤخراً قراراً بشأن سلطات الحرب لسحب القوات الأمريكية من البلاد.
لكن هذا الإجراء كان قد فشل، حيث صوت مجلس النواب على مشروع القانون بـ103 لصالحه و321 صوتاً ضده.
وقبل التصويت قال النائب الجمهوري، مات جايتز، الذي تقدم بمشروع القرار، “يجب أن ننهي الحرب في سورية” ونعيد قواتنا إلى الوطن”.
وأضاف: “لا أعتقد أن ما يقف بين تحقيق الخلافة الإسلامية أو منعها، هو 900 جندي أمريكي تم إرسالهم إلى هذا الجحيم من دون تعريف للنصر ولا هدف واضح”.
وانتقد جايتز في خطابه السياسة الخارجية الأمريكية لعدة رؤساء سابقين، والتي كانت نتيجة، لوجود هذه القوات في سورية، وفق رأيه.
وحاول النائب الأمريكي تبيان عدم جدوى وجود قوات بلاده في سورية، بالحديث عن أن القوات الأمريكية ليست “قوة شرق أوسطية”، فأمريكا حاولت بناء “ديمقراطية من الرمال والدم والميليشيات العربية”، لكن النتائج لم تقلل “من الفوضى”، بل في أغلب الأحيان “تسببت بالفوضى التي ولدت بعد ذلك الإرهاب”، حسب تعبيره.