اتهم تقرير حقوقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) باستثناء الفلسطينيين في الشمال السوري من المساعدات الإنسانية، بحجة أن المنطقة التي يتواجدون فيها “غير آمنة”.
وجاء في التقرير الذي نشرته “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية“، اليوم الجمعة، أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من فبراير الماضي ضاعف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الشمال.
وباتت هذه الفئة “تقاسي من ويلات الأوضاع المعيشية المزرية والتهميش المتعمد من قبل السلطة والفصائل الفلسطينية، في حين لا تزال وكالة الأونروا تستثنيهم من المساعدات المادية والعينية بحجة أنهم في مناطق غير آمنة”.
ورغم المساعدات الإغاثية التي وصلت إلى تركيا والشمال السوري، إلا أنها غير كافية، بالنظر إلى حجم المأساة لسد احتياجات المتضررين من الزلزال.
وذكر التقرير الحقوقي أن العائلات الفلسطينية في الشمال السوري طالبت “الأونروا” والسلطة الفلسطينية إيصال المساعدات الاغاثية بشكل فوري لهم، وعدم التذرع “بحجج واهية يندى لها الجبين”.
كما طالبت العائلات هاتين الجهتين بأن “تتخلى عن أي حسابات ومصالح سياسية وتتعامل مع هؤلاء المهجرين المنكوبين من مبدأ إنساني، وأنهم أبناء شعبهم الذين يجي عدم التخلي عنهم”.
وكانت “مجموعة العمل” وثقت قضاء 64 لاجئاً فلسطينياً سورياً بسبب الزلزال، بينهم 20 شخصاً في الشمال السوري بمنطقتي جنديرس وسلقين، بالإضافة إلى تشريد مئات العائلات الفلسطينية والسورية.
وتتواجد في الشمال السوري قرابة 1700 عائلة فلسطينية، تقيم في ثلاث مناطق رئيسية في الشمال.
وهذه المناطق هي منطقة إدلب وريفها (تضم العدد الأكبر منهم) ومنطقة عفرين (غصن الزيتون) وريف حلب الشمالي (درع الفرات).
وكانت وكالة “الأونروا” قد استثنت اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري من النداء العاجل الذي أطلقته في السابع من الشهر الماضي، أي عقب يوم من حدوث كارثة الزلزال المدمّر.
وجاء النداء العاجل، حينها، بهدف الحصول على مبلغ 2.7 مليون دولار، من أجل إغاثة 57 ألف لاجئ فلسطيني في سورية تضرروا من الزلزال.
وحصرت الوكالة نداءها، باللاجئين الفلسطينيين المتضررين في المخيمات الواقعة في مناطق سيطرة النظام السوري، وخصوصاً مخيمي النيرب في حلب والرمل الفلسطيني في اللاذقية، حيث تضرر 90 بالمئة من سكان المخيمين.
وفي أولى زياراته إلى الشمال السوري عقب الكارثة، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للسكان المتضررين.
ووصل غيبرييسوس الى محافظة إدلب آتياً من تركيا، وزار ثلاثة مستشفيات في مناطق باب الهوى وعقربات وسرمدا، كما تفقدّ مركز إيواء للمتضررين من الزلزال في بلدة كفرلوسين.
وقال خلال مؤتمر صحافي: “يحتاج السكان في شمال غرب سورية إلى مساعدة المجتمع الدولي للتعافي وإعادة البناء”، داعياً “المجتمع الدولي والحكومات” إلى بذل أقصى الجهود من أجل مساعدة “أولئك الذين يعانون من خسارة لا يمكن تصوّرها ومن الفقر والحرمان”.
وجاءت الزيارة المذكورة على وقع انتقادات أطلقتها منظمات محلية وناشطون معارضون إزاء تأخر الأمم المتحدة في إدخال قوافل مساعدات استجابة للزلزال إلى المناطق المنكوبة في الشمال السوري، سواء إدلب وريف حلب.
وسبق وأن أقرّ منسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث خلال زيارته الجانب التركي من معبر باب الهوى في 12 شباط/فبراير الماضي أنّ الأمم المتحدة “خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سورية”.