قالت شبكة “CNN” الأمريكية في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن عقار “الكبتاغون” المخدر، الذي أصبح شريان الحياة الاقتصادي للنظام السوري، أصبح “ورقة مساومة” خلال مباحثات التطبيع بين الأسد ودول عربية.
ونقلت الشبكة عن كبيرة المحللين في معهد “نيو لاينز” الأمريكي، كارولين روز، أن الكبتاغون أصبح “بطاقة” في محادثات التقارب بين النظام السوري ونظرائه العرب الذين يسعون للتطبيع معه.
وأضافت: “كان النظام يستفيد من قوته في تجارة الكبتاغون، مرسلاً إشارات إلى الدول التي تفكر في التطبيع بأنه يمكن أن يقلل من تجارة الكبتاغون كبادرة حسن نية”.
فيما قالت الزميلة بمعهد “بروكينغز” بواشنطن، فاندا فيلباب براون، إن نسبة تجارة الكبتاغون في سورية تجاوزت أكثر الصادرات القانونية السورية، عبر تصدير هذه المادة من قبل المهربين السوريين و”حزب الله” اللبناني والمليشيات العراقية الموالية لإيران.
وكانت بريطانيا فرضت عقوبات، الشهر الماضي، على شخصيات سورية ولبنانية مرتبطة بتجارة الكبتاغون في سورية، مشيرةً إلى أن نظام الأسد استفاد من هذه التجارة بما يصل إلى 57 مليار دولار.
وأشارت إلى أن “الكبتاغون” أصبح شريان الحياة المالي للأسد، و”يساوي حوالي 3 أضعاف التجارة المجمعة لعصابات المخدرات المكسيكية”.
تدريب عسكري للمهربين
المحلل الأردني المطلع على تجارة الكبتاغون، صلاح ملكاوي، قال لشبكة “CNN” الأمريكية، إنه بالرغم من إنكار نظام الأسد مسؤوليته عن دخول المخدرات إلى الأردن، إلا أنه يستحيل عبورها الحدود دون تدخل الجهات الفاعلة في سورية.
وأضاف أن “”قادة المليشيات والأجهزة الأمنية والقوات العسكرية متورطون في عملية تهريب المخدرات”، على اعتبار أن المخدرات لا يمكن أن تصل لهذه المناطق دون المرور بعشرات الحواجز التابعة للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار.
وتابع: “لقد تحدثت إلى عدة مهربين، لقد تلقوا تدريبات عسكرية باستخدام تكتيكات الحرب.. لتنفيذ مداهمات معقدة”.
من جانبه، قال سعود الشرفات، العميد السابق في مديرية المخابرات الأردنية العامة، إن بلاده تأثرت بشكل مباشر بتجارة الكبتاغون السورية، بسبب انتشار استخدامه في المناطق الحدودية.
وأضاف للشبكة الأمريكية: “هناك أيضاً تكلفة عالية لتأمين الحدود وزيادة الضغط على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية”.
وتعتبر منطقة البادية الشمالية الأردنية القريبة من سورية، منطقة عبور رئيسية للمخدرات في المنطقة، حيث تتدفق المخدرات بمليارات الدولارات سنوياً من لبنان وسورية إلى الأردن ثم إلى السعودية، بحسب تقارير.
وكان الأردن قد طلب المساعدة، الشهر الماضي، من الولايات المتحدة الأمريكية في “حرب المخدرات” التي يخوضها منذ سنوات على طول الحدود مع سورية، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وتشير تقارير عدة، من بينها تقرير لموقع “نيو لاينز” الأمريكي في 4 أبريل/ نيسان 2022، أن أفراداً من عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، متورطون في تجارة “الكبتاغون” في الشرق الأوسط، إلى جانب “حزب الله” اللبناني وكبار أركان النظام.