بعد جدل حول تأثير السوريين المجنسين على نتائج الانتخابات التركية، أقرت تقارير عدة بعدم وجود تأثير فعلي لأصواتهم، بحسم نتائج الرئاسة لصالح أي من المرشحين.
صحيفة “حرييت” التركية، قالت في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن التأثير الفعلي للأجانب الحاصلين على الجنسية التركية كان “ضعيفاً”.
تأثير “ضعيف” على نتائج الانتخابات
وتحت عنوان “هل حدد السوريون مصير الانتخابات؟”، قالت الصحفية فوليا سويباش إن عدداً من المواطنين الأتراك يعتقدون أن اللاجئين السوريين المجنسين، والعرب الذين اشتروا عقارات في تركيا، هم من حدد مصير الانتخابات.
وأضافت أنها اطلعت على البيانات الرسمية لمديرية شؤون الإسكان والمواطنة، وسألت أكاديميين في دائرة الهجرة وفي المعارضة التركية.
وبحسب أرقام إدارة الإسكان في ديسمبر 2022، فإن 221 ألفاً و671 سورياً حصلوا على الجنسية التركية.
بينهم 163 ألفاً و44 شخصاً فوق 18 عاماً، ويحق لهم المشاركة في التصويت.
وأشارت “حرييت” إلى أن عدد الأجانب المجنسين الذي شاركوا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد الماضي، بلغ حوالي 240 ألفاً.
ومن بين الأجانب المشاركين بالانتخابات يوجد 167 ألفاً و703 سوريين.
ما يعني حصول 4 آلاف سوري (فوق سن 18) على الجنسية التركية منذ مطلع عام 2023.
وعادةً ما يتذرع مسؤولون في الأحزاب المعارضة بأن الحكومة التركية تمنح الجنسية للأجانب من أجل كسب أصواتهم في الانتخابات.
إلا أنه بالنظر إلى فارق الأصوات بين أردوغان ومرشح المعارضة كمال كلشدار أوغلو، والذي بلغ أكثر من مليونين و300 ألف صوت، فإن تأثير الأجانب المجنسين كان “ضعيفاً”.
رسائل أردوغان في “خطاب النصر”: اللاجئون والتضخم والسياسة الخارجية
“مادة سياسية”
نقلت “حرييت” عن مدير مركز أبحاث الهجرة المدنية في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، مراد أردوغان، قوله إن تأثير أصوات الأجانب المجنسين “لم تكن مؤثرة كما يُعتقد”.
وأضاف: “قد يكون لهذه الأصوات تأثيراً في بعض المناطق، لكنها لم تكن عاملاً من شأنه تحديد مصير الانتخابات”.
وتابع: “حقيقة أن السوريين هم مادة سياسية ساعدت كلشدار أوغلو بالفعل، فقد زاد عدد أصواته، لكن ذلك لم يكن كافياً”.
من جانبه، تحدث أونورسال أديغوزال، نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض لتقنيات المعلومات والاتصالات، عن ذلك لـ”حرييت”.
وقال أديغوزال، الذي استقال بعد جولة الانتخابات الأولى، إن تصويت الأجانب المجنسين لا يمكن تجاهله “في حال كانت النتائج متقاربة بين المرشحين”.
وهو ما لم يحدث خلال جولة الانتخابات الثانية، حيث كان الفارق أكثر من مليونين.
وأضاف: “لذلك يجب مشاركة أرقام اللاجئين والمهاجرين (الصافية) مع الجمهور على الفور، وإعادة تنظيم منح الجنسية عن طريق شراء عقار”.
سوريون وسط دوامة الانتخابات التركية: حقائب جاهزة ومشاريع مؤجلة
وتصدر ملف اللاجئين السوريين في تركيا الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، قبل أيام من جولة الإعادة.
وشنت أحزاب المعارضة خطاباً “يحض على الكراهية” ضد السوريين، وتوعدت بترحيلهم خلال عام.
فيما تعاطى “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بأسلوب “ناعم” مع عودة السوريين لبلدهم، عبر التركيز على “طوعية” و”أمان” العودة.