قال موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، إن روسيا تضغط على العراق من أجل فتح مجاله الجوي أمام الرحلات العسكرية الروسية إلى سورية.
ونقل الموقع عن دبلوماسي ومسؤولين عراقيين، اليوم الأربعاء، قولهم إن روسيا طلبت من الحكومة العراقية إعادة فتح مجالها الجوي أمام الجيش الروسي، الذي يريد نقل القوات والمعدات إلى قواعده شرق سورية.
وأضاف المسؤولون أن الممر الجوي الذي اقترحته روسيا عبر العراق سيكون أقصر وأقل كلفة ووقتاً، بعد أن أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الطيران الروسي المدني والعسكري، في أبريل/ نيسان 2022.
ومنذ تدخلها العسكري في سورية عام 2015، استخدمت روسيا الأجواء العراقية لنقل معداتها وعسكرييها لسورية، مع وجود عراقيل “بسيطة”، لكن حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي فرضت قيوداً مشددة على الطيران الروسي عام 2020، لاعتبارات متعلقة بتهديد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسورية.
وقال دبلوماسي عراقي للموقع البريطاني (رفض الكشف عن هويته)، إن الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني، بدأت بتخفيف القيود على الرحلات العسكرية الروسية منذ تشكيلها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تصريحات عبور “متأخرة”
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أجرى زيارة إلى بغداد الشهر الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى، والتقى بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وناقش الجانبان حينها “حق روسيا في تسيير الرحلات الجوية العسكرية عبر العراق، وتفعيل التحالف الأمني الروسي- السوري- العراقي- الإيراني”، بحسب ما ذكر الدبلوماسي العراقي لموقع “ميدل إيست أي”.
وأضاف أن الحكومة العراقية الجديدة منحت روسيا 3 تصاريح طيران خلال الأشهر الماضية، لكن الجانب الروسي لم يتسلمها إلا قبل وقت قصير من انتهاء فترة صلاحيتها، ولم يستفيد منها.
وأوضح أن قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة تأخرت في إرسال هذه التصاريح إلى الروس لأسباب غير واضحة، “ولم يكن هناك وقت كاف لتجهيز الشحنات”.
وأصبح استخدام الأجواء العراقية ضرورة بالنسبة للروس في سورية، بعد إغلاق تركيا مجالها الجوي أمامها العام الماضي، بحيث ستكون الممرات الأخرى أطول وأكثر كلفة ويتطلب استخدامها موافقة الدول الأخرى.
ديون العراق “ورقة للضغط”
بموازاة ذلك، قال اثنان من مستشاري رئيس الوزراء العراقي لموقع “ميدل إيست أي”، إن لافروف طلب من السوداني استئناف منح الإذن للطائرات العسكرية الروسية، لاستخدام المجال الجوي العراقي لمرور “الدعم اللوجستي” للقوات الروسية في سورية.
لكن الحكومة العراقية لا تزال تبحث الموضوع بحسب المستشارين.
وأضاف أحدهما أن الروس يستخدمون الأجواء العراقية لهذا الغرض منذ سنوات لكن الوضع “حساس” في الوقت الحالي، مضيفاً: “الروس أنفسهم يتعاملون معها بحساسية، ولن يضعوا العراق في زاوية حرجة”.
وقد تستخدم روسيا الديون العراقية المتراكمة كورقة للضغط على بغداد بموضوع المسار الجوي العسكري، بحسب محللين، خاصة أن وزارة الدفاع العراقية تدين بحوالي 650 مليون دولار لروسيا.
واتفق العراق وروسيا خلال زيارة لافروف على تشكيل لجنة لإيجاد طريقة لسداد الديون، لكن بحسب الدبلوماسي، لم يجد الطرفان صيغة مناسبة بعد.
وبحسب موقع “ميدل إيست أي”، لم يستبعد الدبلوماسي والمسؤولون العراقيون أن تبدأ روسيا في الضغط على العراق بشكل غير مباشر في سورية، وأضاف الدبلوماسي أن “هذا ما يفسر مطالبة روسيا بتفعيل الاتفاقية الأمنية الرباعية”.
يُشار إلى أن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية التي تحمل جنوداً، والمتوجهة إلى سورية، في أبريل/ نيسان 2022، عقب الحرب الروسية على أوكرانيا.
واعتبر محللون، أن القرار التركي جاء بطلب أمريكي للضغط على موسكو.