حادثة جنديرس تنكأ جراحاً في عفرين.. مطالب بالمحاسبة و”طرد الفصائل”
مساء يوم الإثنين، تجهزت عائلة محمد عثمان، المنحدرة من مدينة جنديرس بريف عفرين، للاحتفال في عيد “النوروز” التقليدي، في خيمتين نصبتهما العائلة بالقرب من منزلها المتصدّع إثر الزلزال الذي ضرب المدينة، قبل أن تفجع العائلة نفسها بمقتل أربعة من أفرادها بنيران مسلّحين اعترضوا على الاحتفال.
وفي منزلٍ صغير، يبعد أقل من 10 أمتار عن باب منزل عائلة “عثمان”، اتخذ فصيل “جيش الشرقية” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” مقراً لمجموعة من عناصره، ووفقاً لجيران الضحايا فإن “المسلّحين القتلة انطلقوا منه قبل ارتكاب جريمة تصفية أربعة من جيرانهم”.
وتضيف سيدة (فضلت عدم الكشف عن اسمها)، وهي جارة العائلة لـ”السورية.نت”: “خرجنا على أصوات النيران.. أربع جثث في الأرض يغطيها الدماء، أسعفهم أولادي على الفور إلى المستشفى العسكري في جنديرس، فرفض استقبالهم وبعدها توجّهوا إلى بلدة أطمة”.
توضح السيدة أن “العناصر خرجوا من المقرّ المجاور لنا، قتلوهم بدم بارد دون معرفة الأسباب، حين احتفالهم في العيد”.
من جانبها، قالت “حركة البناء والتحرير”، التي ينطوي “جيش الشرقية” تحت مظلتها، إن الحادثة يقف خلفها شخصان من “أبناء المنطقة الشرقية” نافيةً مسؤولية عناصرها عن عملية التصفية.
وقالت إن “الحادثة بدأت عندما اعترض شخصان من أبناء المنطقة الشرقية على إضرام النيران بالقرب من المخيمات التي تمّ إنشاؤها على أثر الزلزال”.
والضحايا، بحسب جيران العائلة، هم الإخوة: نظمي عثمان، ومحمد عثمان وفرح الدين عثمان، وابنه محمد عثمان.
غضب شعبي
فجّرت حادثة تصفية 4 مدنيين من الكرد، احتجاجات شعبية عارمة في المدينة، شارك فيها سكان منطقة عفرين بالكامل، من القرى والبلدات.
وشيّع الآلاف عصر اليوم الثلاثاء، الضحايا في شوارع مدينة جنديرس، بحسب مراسل “السورية.نت”، قبل دفنهم في مقبرة المدينة الجديدة.
وأضاف المراسل أن “المحتجّين رفعوا شعارات طالبوا فيها بإخراج الفصائل العسكرية من المدينة وبالحماية الدولية، كما طالبوا بدخول قوات البيشمركة”.
والحادثة، أثارت حفيظة السكان المحليين في المنطقة، الذين أعادوا “التنديد بالانتهاكات المسجّلة بحقهم من قبل الفصائل العسكرية، أبرزها التضييق والاعتقال وسلب الممتلكات”، وفقاً للمراسل.
“تحرير الشام” حاضرة
بالتزامن مع وصول ضحايا الحادثة إلى بلدة أطمة شمالي إدلب، شهدت المنطقة استنفاراً لـ”هيئة تحرير الشام” التي اعتبرتها “استنجاداً من سكان المدينة وذوي الضحايا بها”.
وظهر زعيم “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، مع ذوي الضحايا وسكان من مدينة جنديرس عقب وصولهم إلى بلدة أطمة، في مقطعٍ مصور تعهّد خلاله بحمايتهم.
وعلى الرغم من أن خلايا وأمنيي “تحرير الشام” ينشطون في منطقة جنديرس منذ اجتياحها الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، رصد مراسل “السورية.نت” انتشاراً واسعاً لأمنيي وعناصر “تحرير الشام” على أطراف وداخل مدينة جنديرس بريف عفرين.
في المقابل، استنفر عناصر من الجيش التركي على الطريق الواصلة بين بلدة أطمة ودير بلوط، حيث المعبر الذي يفصل مناطق “تحرير الشام” عن مناطق “الجيش الوطني”، وهو ما اعتبره نشطاء محليون خطوةً لقطع الطريق أمام تمدد جديد لـ”الهيئة”.