ارتفعت وتيرة تحذيرات الدول لرعاياها من السفر إلى الدول التي قد تتأثر بالتصعيد العسكري بين إسرائيل و”حماس”، وعلى رأسها لبنان.
إذ أصدرت سفارات غربية وعربية في بيروت، توصيات لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، كما طلبت من رعاياها المقيمين في لبنان المغادرة فوراً.
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن توسع دائرة الحرب بين إسرائيل و”حماس” خارج حدود فلسطين، ووصولها إلى لبنان.
إذ تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان توتراً منذ أيام، بعد تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني جنوبي لبنان.
سفارات ترفع مستوى الخطر
وأدى ذلك التصعيد إلى اتباع بعض الدول إجراءات احترازية خوفاً من تفاقم الأوضاع في لبنان، وطلبت من رعاياها المغادرة.
إذ أصدرت سفارة هولندا في بيروت بياناً، اليوم الجمعة، قالت فيه إن “الخارجية الهولندية تحذر من السفر إلى لبنان، وتدعو رعاياها إلى مغادرته بأسرع وقت”.
وكذلك أصدرت السفارة الأوكرانية في بيروت تحذيراً مماثلاً، أوصت فيه بالامتناع عن السفر إلى لبنان حتى يستقر الوضع الأمني، ودعت المواطنين الذين ما زالوا موجودين هناك إلى مغادرته.
وحددت أوكرانيا للمواطنين الراغبين بالبقاء أماكن يجب تجنبها، وخاصة المناطق المتاخمة للحدود السورية، والمناطق المتاخمة للحدود الجنوبية، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
فيما قالت بلجيكا في بيان مماثل إن على رعاياها مغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن.
من جانبها، أصدرت سفارة سلطنة عمان في بيروت بياناً قالت فيه: “نحث جميع المواطنين العمانيين الموجودين في لبنان على ضرورة العودة الفورية إلى عُمان نظراً للأحداث التي تشهدها المنطقة، ومنها المناطق الجنوبية في الجمهورية اللبنانية”.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا من أوائل الدول التي اتخذت هذه الخطوة، أمس الخميس.
إذ رفعت واشنطن مستوى التحذير من السفر للبنان من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الأعلى.
ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، كما أجلت الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من سفارتها في بيروت.
وانتهجت دول عربية عدة ذات الخطوة، وعلى رأسها السعودية والكويت والبحرين.
إسرائيل تخلي سفاراتها
على وقع الاحتقان في الشوارع العربية وبعض العواصم العالمية ضد إسرائيل، قامت إسرائيل بإجلاء الموظفين من سفاراتها، فيما طالبت آخرين بالتزام منازلهم لحين انتهاء الاحتقان.
وقالت الخارجية الإسرائيلية، أمس الخميس، إنها أخلت 5 سفارات منذ بداية التصعيد في غزة.
وشملت كلاً من الأردن ومصر والبحرين والمغرب وتركمانستان، حيث أعادت جميع موظفيها في تلك البلدان إلى إسرائيل.
إلى جانب ذلك، أصدرت إسرائيل أوامر إلى 20 سفارة إسرائيلية حول العالم، وتحديداً في أوروبا وأمريكا اللاتينية، حثت خلالها الموظفين على البقاء في منازلهم.
وكانت إسرائيل قد طلبت من رعاياها مغادرة تركيا بأسرع وقت ممكن، ورفعت سفارتها في أنقرة حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى.
وبررت تل أبيب ذلك بسبب “تزايد التهديدات الإرهابية ضد الإسرائيليين في الخارج”.
وخرجت مظاهرات عدة ضد إسرائيل في عواصم عربية وإقليمية وغربية، بسبب ارتكابها مجازر ضد المدنيين في غزة.
وتخلل الاحتجاجات هجوم على مباني السفارات والقنصليات الإسرائيلية، ومطالب بوقف عداد قتل المدنيين في غزة.
وزادت حدة الاحتجاجات بعد مجزرة مشفى المعمداني التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 500 فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال.