بدأت أعمال اليوم الخامس والأخير من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، دون تحقيق أي تقدّم يُذكر، وفي المقابل أصدرت كل من تركيا وروسيا وإيران بياناً مشتركاً دعت فيه إلى “استقلالية” عمل العملية الدستورية، بعيداً عن “أي تدخل خارجي”.
وجاء في البيان الذي نشرته وزارات خارجية الدول الثلاث، اليوم الجمعة: “نرحب بعقد الاجتماع الخامس للجنة صياغة الدستور الذي عقد في الفترة من 25 إلى 29 كانون الثاني/يناير 2021 في جنيف”.
وأكدت الدول الثلاث في البيان على “الاستعداد لدعم عمل اللجنة من خلال التفاعل المستمر مع الوفد السوري، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن، كميسر”.
وأعربت الدول بأن “عمل اللجنة الدستورية ينبغي أن يتسم بالمرونة والمشاركة البناءة، دون تدخل خارجي وجداول زمنية مفروضة من الخارج”.
وصباح اليوم الجمعة وصل ممثلو “هيئة التفاوض السورية” في اللجنة الدستورية لمقر الأمم المتحدة (قصر الأمم) لمتابعة أعمال اليوم الخامس والأخير من الدورة الخامسة.
وحسب ما قالت مصادر إعلامية من اللجنة في تصريحات لـ”السورية.نت” فمن المقرر أن يعقد الرئيس المشارك للجنة الدستورية، هادي البحرة، مؤتمراً صحفياً ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بتوقيت جنيف، عقب إجراء المبعوث الأممي الخاص لسوريا، السيد غير بيدرسون، مؤتمره.
وكانت الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية انطلقت في جنيف، الاثنين، وتُعتبر من أبرز الجولات وأهمها، كونها من المفترض أن تناقش ولأول مرة البذور الأولى للدستور الجديد، والمتمثلة بـ”المبادئ الدستورية”.
لكن الأيام الأربعة الماضية من اجتماعات الجولة الخامسة لم يحقق فيها القائمون على اللجنة أي تقدم، على خلفية التعطيل الذي اتبعه وفد النظام، من خلال خروجه عن جدول الأعمال، وتركيزه على ما يسمى بـ”الثوابت الوطنية”.
وفي وقت لاحق بعد اختتام المحادثات، قال المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدروسون، إن الجولة الخامسة لاجتماعات “الدستورية”، كانت “مخيبة للآمال”.
وتسربت معلوماتٌ من داخل قاعة اجتماعات “اللجنة الدستورية”، خلال الأيام الخمسة الماضية، إن المناقشات مازالت متوقفة عند نقاط ابتدائية ولم يتم تحقيق أي تقدم.
وأضاف الميعوث الأممي في تصريحاته عقب اختتام اجتماعات اليوم، أنه أبلغ أعضاء هيئة صياغة الدستور الـ45 ويمثلون النظام والمعارضة والمجتمع المدني:”لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال..لا يمكننا مواصلة الاجتماعات مالم نغير ذلك”.
“أستانة 15” في سوتشي
في سياق ما سبق وضمن البيان المشترك الذي أصدره “ضامنو أستانة” فقد جاء فيه أن الجولة الخامسة عشرة من مسار “أستانة” ستعقد في مدينة سوتشي الروسية، يوما 16 – 17 فبراير/ شباط المقبل.
وأكد “الضامنون” على مواصلة المشاورات حول القضايا المتعلقة بالتسوية السياسية في سورية، وذلك ضمن الاجتماع الدولي المقبل حول سورية (أستانة 15) بصيغة “أستانة”.
وكانت أعمال الجولة الـ14 من محادثات “أستانة” بشأن سورية قد انتهت في كانون الأول 2019 بالاتفاق بين “الدول الضامنة” على بنود عريضة، أبرزها “الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية”.
وكانت وفود روسية وإيرانية وتركية قد أجرت زيارة إلى جنيف، الثلاثاء الماضي، لبحث تطورات المسار السياسي السوري، في تحرك لافت لم يتضح الهدف الأساسي منه
ولم يتم الإعلان رسمياً عن أهداف الزيارة، إلا أنها جاءت مع الحديث عن عدم إحراز أي تقدم في الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة الدستورية، ما يشير إلى أن التحرك يأتي لمنع أي انهيار قد يشهده هذا المسار.
وتسعى الدول الغربية والدول المعنية بالملف السوري إلى التمسك باللجنة الدستورية، إذ تعتبرها “المسار السياسي الوحيد الفعّال” حالياً، خاصة مع انقطاع محادثات “أستانة” منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وتوقيت الجولة الخامسة التي اختتمت اليوم، كان حساساً إلى حد كبير، خاصة أنها تستبق الانتخابات الرئاسية في سورية بثلاثة أشهر، والتي يؤكد نظام الأسد إجرائها والمضي فيها، على الرغم من الرفض الدولي لها، وخاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخراً.