أعلنت السلطات الألمانية إلقاء القبض على سوري يشتبه بارتكابه جرائم حرب وضد الإنسانية عندما كان منخرطاً في صفوف ميليشيا تتبع لـ”المخابرات العسكرية” في جنوب دمشق.
وقال الادعاء الألماني في بيان، اليوم الجمعة، إن المشتبه به يدعى “أحمد.ح”، وعمل كقائد محلي لميليشيا “الشبيحة” المندمجة في “قوات الدفاع الوطني” في حي التضامن الدمشقي.
وأضاف البيان أن الملقى القبض عليه “شارك شخصياً في الإساءة إلى المدنيين في مناسبات مختلفة”.
وفي إحدى الحوادث في عام 2013، صفع وجه رجل احتجزته الميليشيا وأمر أعضاء آخرين في المجموعة بضرب المعتقل بوحشية بأنابيب بلاستيكية لساعات.
وفي خريف 2014 قام “أحمد.ح” مع رجال ميليشيات وموظفين آخرين في جهاز المخابرات العسكرية السورية بلكم وركل أحد المدنيين عند نقطة تفتيش في حي التضامن الواقع في جنوب دمشق.
كما أمسك بشعر الضحية وضرب رأسه على الرصيف، ثم قيده قبل أن يتم إعدامه.
وبين ديسمبر 2012 وبداية عام 2015، اعتقل المتهم 25 إلى 30 شخصاً على حاجز تفتيش في حالتين وأجبرهم لمدة يوم على نقل أكياس الرمل إلى خط المواجهة القريب، بحسب بيان الادعاء الألماني.
ما التفاصيل؟
وأوضح مركز “العدالة والمساءلة” الحقوقي أنه وفي مايو 2020 تلقى إفادة من أحد الشهود بأن أحد الجناة الذي يُزعَم ارتكابه انتهاكات فظيعة خلال خدمته في ميليشيا “الدفاع الوطني” التي كانت نشطة في منطقة التضامن مقيم في ألمانيا.
وكان المشتبه به والذي يدعى “أحمد .حـ” الملقب بـ “التريكس”، قد سافر من سورية إلى ألمانيا وطلب اللجوء فيها، وقام بالاختباء هناك.
بعد ذلك اتجه المركز الحقوقي إلى عملية جمع البيانات المتاحة، والبحث عن الشهود المعنيين، وإجراء تحقيق مفتوح المصدر، ونجح بالعثور على شاهدين ذوي صلة وجمع شهادتيهما.
وفي أوائل عام 2022، أبلغ المركز “السوري للعدالة والمساءلة” الوحدة الخاصة في مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألماني (BKA) عن المشتبه به وتبادل البيانات ذات الصلة معهم.
وفي عام 2023، حصل على أدلة مصورة (فيديو) تظهر مشاركة المشتبه به في الانتهاكات، وهو ما دفع الادعاء الألماني لإصدار مذكرة توقيف بحقه خلال الأيام الماضية.
وأشار المركز الحقوقي إلى أنه “لا يستطيع مشاركة المزيد من التفاصيل حول المعلومات التي تمت مشاركتها مع السلطات الألمانية”.
وقال إنه “يأمل أن تجلب المحاكمة بعض الإنصاف والعدالة لضحايا هذه الجرائم”.
ماذا عن مجزرة التضامن؟
ولا يعرف ما إذا كان “أحمد.ح” مرتبطاً بجريمة مجزرة التضامن، التي تم الكشف عنها في أبريل 2022، بعدما نفذها عناصر من “المخابرات العسكرية” في مطلع أحداث الثورة السورية.
لكن وبحسب ما قالت مصادر مطلعة لموقع “السورية.نت” تم التعرف على المشتبه به من جانب المركز الحقوقي والسلطات الألمانية بناء على حديث شهود وبيانات ثبوتية.
وبالإضافة إلى ذلك تم التعرف عليه من خلال إحدى التسجيلات المصورة التي تم الحصول عليها، وتوثق إقدامه على حفر مقابر جماعية في محيط حي التضامن لدفن جثث الضحايا الذين أعدمتهم ميليشيات “المخابرات العسكرية”.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد كشفت في وقت سابق، عن جريمة حرب نفذها عناصر من مخابرات نظام الأسد، على رأسهم أمجد يوسف في عام 2013، داخل حي التضامن بمحيط دمشق.
وأظهر التسجيل المصور الذي عرضته الصحيفة، عناصر من مخابرات نظام الأسد، وهم يعدمون عدد من المدنيين وهم معصوبو الأعين، وأيديهم مقيدة، قبل دفعهم إلى حفرة وإطلاق الرصاص عليهم قبل حرقهم.