أعلنت “القيادة المركزية الأمريكية” (سنتكوم) أنها رصدت ارتفاعاً حاداً في “الاستفزازات الجوية” الروسية بسورية هذا الشهر، ورغم أنها غير جديدة إلا أن المسار الذي كانت عليه منذ مطلع مارس الحالي “بدا لافتاً”.
وقال قائد القيادة، الجنرال إريك كوريلا أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وفق “CNN” إن الولايات المتحدة شهدت “ارتفاعاً كبيراً” في الرحلات الجوية العسكرية الروسية العدوانية في سورية هذا الشهر.
ويأتي ذلك بعد يومين من مضايقة الطائرات الروسية واصطدامها بطائرة أمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود.
وأشار كوريلا إلى أن طائرة هجوم بري روسية تحلق فوق القواعد الأمريكية محملة بالأسلحة “في محاولة لتكون استفزازية”، واصفاً الطلعات الجوية الروسية بأنها “ليست ما نتوقعه من قوة جوية محترفة”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الرحلات الجوية العدوانية جديدة، أجاب كوريلا، “إنها ليست جديدة، لكننا شهدنا ارتفاعاً كبيراً منذ حوالي 1 مارس في سورية”.
وقال: “ما نشهده، مع ذلك، هو زيادة في الآونة الأخيرة في السلوك غير المهني وغير الآمن لسلاح الجو الروسي في المنطقة”.
ولدى الولايات المتحدة في سورية ما يقرب من 900 جندي في قاعدتين مختلفتين كجزء من الحملة المستمرة لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
في المقابل لدى الولايات المتحدة وروسيا خط تفادي تضارب بين الجيشين لضمان ألا تؤدي العمليات إلى سوء تقدير أو تصعيد غير مقصود.
وأضاف كوريلا أن الإجراءات الروسية كانت وسيلة لمحاولة “إعادة التفاوض بشأن بروتوكولات عدم التضارب التي تنتهكها كل يوم”.
ويوم الأربعاء، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة لاحظت “نمطاً من الإجراءات العدوانية والمحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة من قبل الطيارين الروس في المجال الجوي الدولي”.
ومتحدثاً إلى جانب أوستن، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إن الولايات المتحدة كانت تحلل نمط السلوك “لمعرفة بالضبط ما هو الطريق إلى الأمام”.
وأضاف ميلي أن العمليات العدوانية لا تستهدف الولايات المتحدة فحسب، بل تستهدف المملكة المتحدة ودول أخرى أيضاً.
وكانت روسيا قد عملت على إنشاء خط ساخن للتواصل بين قواتها العسكرية، وباقي الأطراف الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، منذ إعلانها بدء العمليات العسكرية في سورية إلى جانب قوات النظام أواخر سبتمبر/أيلول 2015.
وهذا الخط الساخن لم يقتصر على طرف دون غيره، بل استهدف الجميع من شمال سورية، حيث تتواجد القوات التركية، وصولاً إلى الجنوب مع الجانب الإسرائيلي، وفي الشمال والشرق حيث تنتشر قوات أمريكية.
لكن في أواخر العام الماضي قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة لم تخطر الجانب الروسي بعملية الإنزال التي نفذتها في ريف محافظة الحسكة، والضربة التي تبعتها وأسفرت عن مقتل قياديين في تنظيم “الدولة”.
وأضاف المسؤول، حينها: “لأول مرة منذ فترة طويلة، لم تستخدم الولايات المتحدة خطها الهاتفي الخاص بعدم التضارب مع روسيا لإخطارهم بغارة القوات الأمريكية ووجودها هناك”.
وتابع أن “عدم وجود تعارض كان نتيجة للأمن التشغيلي، وليس رد فعل على حرب روسيا على أوكرانيا”.