علّقت الولايات المتحدة الأمريكية على “مؤتمر اللاجئين” الذي عقده نظام الأسد بدعمٍ روسي في العاصمة دمشق، منذ يومين، واصفةً إياه بـ”العروض المسرحية”.
ونشرت “الخارجية الأمريكية” بياناً، اليوم السبت، قالت فيه: “لم يكن مؤتمر اللاجئين الذي استضافه نظام الأسد وروسيا في دمشق يومي 11 و 12 نوفمبر / تشرين الثاني محاولة ذات مصداقية لتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى سورية”.
وأضافت “الخارجية” أن نظام الأسد يسعى بدعم روسي إلى استخدام ملايين اللاجئين المستضعفين كـ”بيادق سياسية، في محاولة للادعاء زوراً أن الصراع السوري قد انتهى”.
وكان نظام الأسد وروسيا قد نظما مؤتمراً في دمشق يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وفق رواية النظام وروسيا، وسط رفض معظم الدول ذات الثقل في الملف السوري للمشاركة.
وتأتي تعهدات النظام بتوفير “حياة كريمة” للعائدين، في ظل أزمات معيشية متفاقمة يعاني منها المواطنون في مناطق سيطرته، وعلى رأسها طوابير الخبز والبنزين وانقطاع التيار الكهرباء وغلاء الأسعار في الأسواق، ما جعل التفكير بالعودة أمراً مستحيلاً لمعظم اللاجئين.
ولاقى المؤتمر تنديداً شعبياً وحقوقياً، في الأيام الماضية.
وانتقدت منظمات مجتمع مدني، حقوقية وإعلامية وإنسانية وغيرها المؤتمر، معتبرةً أنه “رغم كل الإجرام والوحشية التي مارستها روسيا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد، تدعو اليوم وبمنتهى الوقاحة لعقد مؤتمر للاجئين متناسية منع نظام الأسد للسوريين من دخول مناطقهم والعودة لبيوتهم”.
ونظام الأسد هو مسؤول عن مقتل أكثر من 500000 من مواطنيه، وقصف العديد من المستشفيات، ومنع الدعم الإنساني لملايين المواطنين السوريين، بحسب “الخارجية الأمريكية”.
وأضافت: “هذه ليست تصرفات حكومة يمكن الوثوق بها لتحديد متى قد يعود اللاجئون بأمان، ولا ينبغي أن يمتلك الأسد السلطة على توجيه أموال إعادة الإعمار الدولية”.
وكانت الدول المشاركة في “المؤتمر” قد اقتصرت على “الدول الصديقة” لنظام الأسد، وهي روسيا والصين وإيران وباكستان وسلطنة عمان ولبنان، حيث وجه النظام دعوة لجميع الدول باستثناء تركيا.
فيما رفضت دول الاتحاد الأوروبي المشاركة، وكذلك رفضت كندا والولايات المتحدة.
وجددت أمريكا في بيان الخارجية التزامها بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254، على أنه “السبيل الوحيد لحل سياسي للصراع السوري”.