أنقرة منزعجة من حلفائها..وروسيا تحاول ثنيها عن شن هجوم في سورية
نقلت وكالة “تاس” للأنباء اليوم الخميس، عن مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، أن موسكو حاولت إقناع أنقرة، بإلغاء خطط عملية عسكرية جديدة في سورية، وذلك خلال محادثاتٍ في كازاخستان أمس الأربعاء.
وقال لافرنتيف: “حاولنا إقناعهم بأنه يتعين حل الأمر عبر وسائل سلمية دون اللجوء إلى العنف، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، قد شدد في سياق متصل صباح أمس، على أن بلاده لن تغض الطرف عن العملية العسكرية الجديدة التي تنوي تركيا تنفيذها شمالي سورية، مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد للناتو.
وبعد أن أكد أن روسيا “لا تتخلى عن حلفائها في المنطقة”، اعتبر لافرنتيف، أن العملية العسكرية التركية المحتملة في سورية “عملاً غير حكيم، لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار”.
الموقف الروسي، يأتي ضمن مجموعة من ردود الأفعال قوى دولية، تبدو رافضة لأي عملية عسكرية تركية جديدة في الشمال السوري، الأمر الذي دفع أنقرة لإبداء انزعاجها من هذه المواقف.
وقال المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، إنه كلما قطعت بلاده “شوطاً جديداً في مكافحة الإرهاب أو خططت لعملية جديدة، تشعر بعض الدول الحليفة، الديمقراطية على وجه الخصوص بالقلق”.
وجاءت تصريحات تشيليك التي نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط“، عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان ليل الثلاثاء – الأربعاء، حيث جرى استعراض مواقف الدول الحليفة والصديقة لتركيا من العملية العسكرية.
تحذيرات أوروبية أمريكية
وبخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوين، أن التكتل يحث على “ضبط النفس”، وأنه ينبغي معالجة مخاوف تركيا الأمنية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وليس بالعمل العسكري.
وكانت ردود الفعل نحو العملية العسكرية التركية، قد تصدرها في وقت سابق موقف واشنطن، الذي اعتبر وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، أن شن تركيا لعملية عسكرية جديدة في سورية “سيعرض المنطقة للخطر”.
وجاء تحذير بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، في 2 يونيو/ حزيران الجاري.
وقال بلينكن إن “القلق الكبير الذي يساورنا، هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي، وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار”.
وأضاف” “لا نريد رؤية أي شيء يعرض الجهود التي بذلناها، لإبقاء تنظيم الدولة الإسلامية في الصندوق الذي حبسناه فيه للخطر”، مؤكداً معارضة واشنطن لأي عملية عسكرية جديدة.
وفي ذات السياق، صرحت باربارا ليف، نائبة مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، في الثامن من الشهر الحالي، أن بلادها تجري محادثات مع أنقرة، وتفعل ما بوسعها لمنع العملية العسكرية التركية المحتملة.
“رفض” إيراني
وفي التاسع والعشرين من مايو / أيار الماضي، قالت إيران إنها تعارض التحركات التركية لشن عملية عسكرية جديدة، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الشمال السوري.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن بلاده “تعارض أي نوع من الإجراءات العسكرية واستخدام القوة في أراضي الدول الأخرى بهدف فض النزاعات”.
واعتبر حسبما نقلت عنه وكالة “إرنا” الإيرانية، أن أي هجوم جديد “سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والتصعيد”.
لكنه أعرب في نفس الوقت عن تقدير بلاده لـ”الهواجس الأمنية لدى تركيا”، معتبراً أن “السبيل الوحيد لحلها يكمن في الحوار والالتزام بالاتفاقات الثنائية مع دول الجوار، والتوافقات الحاصلة خلال مفاوضات أستانة”.
إصرار تركي
وأطلقت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة تصريحات أكدت فيها نيتها شن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، وتوسيع المناطق “الأمنة”، بسبب ما وصفته بـ”تهديدات الإرهابيين” من أجل حماية حدودها وسلامة أمنها القومي.
وتؤكد أنقرة، على أنه يتوجب عليها التحرك في سورية، لأن واشنطن وموسكو نكثتا بوعودهما بدفع مقاتلي “قسد”، 30 كيلومتراً، بعيداً عن الحدود بعد عملية “نبع السلام” عام 2019.
وتعتبر تركيا “قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمادها، امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا ودول كثيرة بينها الولايات المتحدة، بينما تعتبر واشتطن “قسد”، شريكاً في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.