أول بنك للدم في أريحا بإدلب.. حاجة “ملحّة” في ظل التصعيد الأخير
وسط التصعيد العسكري الأخير لقوات الأسد على ريف إدلب الجنوبي، شهدت مدينة أريحا، الأحد الماضي، افتتاح أول بنك دم في المنطقة، لسد حاجة المنشآت الطبية والوحدات الجراحية من مشتقات الدم مع تصاعد أعداد الجرحى والمصابين.
أعلن عن ذلك “مديرية صحة إدلب” بالتعاون مع منظمة “بنفسج” والمنظمة الفرنسية لإغاثة سوريا “SOS”، مشيراً إلى أن المركز “سيساهم في تأمين مادة الدم الحيوية بمختلف الزمر والمكونات (الصفيحات والبلازما) للمنشآت الصحية، التي تقدم الخدمات الطبية للأهالي خاصة أن هذه المنطقة تتعرض للقصف بشكل مستمر”.
سد حاجات المنشآت الطبية والأهالي
الدكتور يحيى نعمة، رئيس دائرة الرعاية الثانوية في المديرية، أوضح في حديثه لموقع “السورية نت” أن بنك الدم سيغطي منطقة أريحا والقرى المحيطة بها ويخدّم جميع المنشآت الطبية هناك.
وقدّر نعمة عدد سكان تلك المناطق بنحو 300 ألف نسمة، وعدد المنشآت الطبية بنحو 6 منشآت، بينها مشفى تخصصي للأطفال والنساء، و3 وحدات جراحية، ومراكز للرعاية الصحية الأولية، ومركز غسيل كلى وآخر للعلاج الفيزيائي.
وأشار نعمة إلى وجود حاجة ملحّة لمركز يزود المشافي وغرف العمليات ومرضى “التلاسيميا” بمشتقات الدم من مختلف الزمر، خاصة في ظل التصعيد الأخير الذي تشهده المنطقة من قصف عشوائي يطال المدنيين.
وأضاف: “لمسنا حاجة الوحدات الجراحية لمشتقات الدم بسبب ارتفاع أعداد المصابين والجرحى”، مشيراً أن بنك الدم في أريحا سيخدم جميع الأهالي وليس فقط المصابون بالقصف.
ومنذ افتتاحه، الأحد الماضي، شهد بنك الدم في أريحا إقبالاً من المتبرعين بالدم من مختلف الزمر، كما تم تعميم كتاب على المنشآت الطبية في المنطقة حول الآلية المتبعة، وضرورة إجراء تصالب دم أو توافق قبل نقله للمحتاجين.
ويضم المركز أقساماً عدة، من بينها قسم قطاف الدم، وقسم إجراء التحاليل على العينات المقطوفة، من أجل التأكد من خلوها من الأمراض السارية، إلى جانب قسم لتخزين العينات “وفق المعايير العالمية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية”.
وتفتقد مناطق الشمال السوري لمقومات منظومة طبية، قادرة على الاستجابة للأوبئة والأمراض، نتيجة نقص الدعم المقدم لها، والقصف الذي تعرضت له خلال السنوات والأشهر الماضية، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة.
ولا يزال الخطر محدقاً بالمنطقة مع التصعيد الأخير لقوات الأسد وروسيا على ريف إدلب الجنوبي، منذ أكثر من شهرين، حيث وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” مقتل حوالي 65 مدنياً بينهم 29 طفلاً، منذ بدء التصعيد وحتى 25 يوليوم/ تموز الماضي، بالإضافة إلى استهداف 19 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس.