أول تعليق للنظام على اتفاقيات التطبيع: تزيد إسرائيل تعنتاً والعرب ضعفاً
قالت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد، اليوم الخميس، إنها ترفض “التنازلات والاتفاقيات المنفردة مع إسرائيل، شكلاً ومضموناً”، معتبرة أنها تضر بالقضايا العربية.
ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا)، اليوم الخميس، عن مصدر في الخارجية، أن تجارب التطبيع السابقة وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات مع إسرائيل، لم يزد الأخيرة إلا “صلافة وتعنتاً”، ولم تزد العرب إلا ضعفاً وتشرذماً، على حد تعبيره.
ويعتبر هذا أول تعليق من نظام الأسد على اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الإمارات والبحرين مؤخراً مع إسرائيل، حيث تجنب النظام ذكر الدولتين بالأسماء، واكتفى بالحديث عن رفض أي اتفاق عربي مبرم مع إسرائيل.
وأضاف المصدر أن “سورية تجدد اليوم موقفها الثابت المبني على التمسك بالأرض والحقوق، والرافض للتنازلات والاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها، وتشدد أنها كانت وستبقى ضد أي اتفاقيات أو معاهدات مع العدو الإسرائيلي، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن مثل هذه الاتفاقيات تضر بالقضايا العربية عموماً، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
وكانت البحرين والإمارات وقعت رسمياً على اتفاقين للتطبيع مع إسرائيل، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، برعاية أمريكية، حيث جرت مراسم التوقيع في الولايات المتحدة.
وألمح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لوجود اتفاقات أخرى سوف تتلو الاتفاق مع البحرين والإمارات، مؤكداً أن هناك “5 أو 6 دول أخرى قد تنضم إلى صفقات مماثلة مع إسرائيل”، لكن لم يحددها.
وكذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن “هناك دول أخرى سوف تلحق بالركب، وتوقع اتفاقات سلام معنا”.
وتعتبر الإمارات والبحرين أن التطبيع مع إسرائيل من شأنه إيقاف ضم إسرائيل لأرضٍ في الضفة الغربية، إلا أنه لم يصدر تصريح رسمي إسرائيلي بهذا الخصوص، حيث أكد نتنياهو أن بلاده “أجّلت” المشروع فقط.
يُشار إلى أن “حزب البعث العربي الاشتراكي” أدان، في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، الخطوة التي أقدمت عليها دولة البحرين في التطبيع مع إسرائيل، وسط صمت رسمي من قبل نظام الأسد، للمرة الثانية بعد تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبر الحزب حينها أن التطبيع مع إسرائيل متوقع، و“لم يكن مفاجأة لأحد، وكانت مجرد تأكيد على توجه تطبيعي، تقوم به بعض الأنظمة العربية تنفيذاً لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة وللمشروع الصهيوني حول الشرق الأوسط الكبير”.
وأجرى نظام الأسد عدة جولات تفاوض مع إسرائيل في الثلاثة عقود الماضية، بعضها علنية والأخرى لم يخرج مضمونها للعلن، ولم يتم التوصل لإتفاق علني نتيجة هذه المفاوضات، في حين لم يُظهر نظام الأسد كذلك أي سلوكٍ عدائي اتجاه اسرائيل منذ عقود.