“إبداع المرأة” في اخترين..مساحة تدريبية لتأهيل سيدات وتحقيقهن الاكتفاء الذاتي
كان الشروع في تدريب “تصفيف الشعر” خياراً موفّقاً للسيدة شيرين، المهجّرة من ريف محافظة إدلب إلى أرياف حلب، جراء الحملات العسكرية من قبل قوات الأسد وروسيا، في وقتٍ ازدادت حاجتها إلى البحث عن فرصة عمل لمساندة زوجها، الذي خسر عمله بسبب النزوح.
شيرين التي وصلت إلى منطقة “أخترين” بريف حلب الشمالي الشرقي قبل نحو سنتين، اعتبرت أنّ “التدريب على تصفيف الشعر والإكسسوارات النسائية، في مركز إبداع المرأة، خطوة أولى في طريق العثور على فرصة عمل” تؤمن معيشة عائلتها الصغيرة، وتأمل في الوقت ذاته أن يتوفر لها ظرف عمل مناسب ودعم إضافي حتى تطلق مشروعها الخاص.
تقول لـ”السورية.نت”، إنّ “ارتياد مركز دعم إبداع المرأة في اخترين خلال فترة النزوح، كان عامل دعم نفسي كبير دفعني نحو فكرة البحث عن العمل، بعد أن أصابني الإحباط نتيجة ظروف التهجير وترك الأرض والدار”.
ويستقبل مركز إبداع المرأة في مدينة أخترين التابع لمنظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” (إحدى برامج المنتدى السوري)، سيدات ويافعات المجتمع منذ تأسيسه في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، بهدف دعمهنّ نفسياً، ورفدهنّ في سوق العمل بعد تأهيلهنّ باختصاصات متعددة.
ويتيح المركز مساحة يصفها القيّمون على المشروع بـ”الآمنة” للجانبين التدريبي والنفسي، إذ لا يقتصر على فترة تدريب معيّنة للسيدات، إذ يركز كذلك الدعم النفسي لهنّ وينطلق إلى خارج المساحة “الآمنة” ليقدم جلسات توعوية للذكور والإناث على حدّ سواء، خارج المركز.
روح المبادرة
تقول غصون الشيخ عبدو، مديرة المركز في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “حاجة المنطقة لمشاريع الحماية سواء كانت على صعيد المرأة أو الطفل وقلة عدد المشاريع التي تستهدف النساء والفتيات وتمكينهنّ من خلال القسم المهني والنفسي كان سبباً في افتتاح المركز”.
وتضيف: “نهدف من خلال المركز إكساب السيدات روح المبادرة لتفعيل دورهنّ في المجتمع وخاصة الأرامل منهنّ والمعيلات لأسرهنّ، فضلاً عن المحاولة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالأنشطة المقدمة في المساحة الآمنة”.
مساحة تدريبية
تعتبر باقة التدريبات المهنية التي يوفرها المركز هي النشاط الأبرز، نظراً لدورها في إكساب السيدات خبرات جديدة ورفدهنَّ في سوق العمل مستقبلاً.
وتتنوع التدريبات ما بين “تصفيف الشعر والخياطة وإعادة التدوير والمشاريع الصغيرة وتدريب اللغة التركية”.
وتمّ اختيار أنواع التدريبات هذه، وفقاً لمديرة المشروع “بناءً على استبيانات استهدفت شرائح المجتمع والمستفيدات بحيث تفي بالغرض وتلبي احتياجات ورغبات المتدربات”.
ريم الخوجة، متدربة في مجال الخياطة، تقول لـ”السورية.نت” إنها كانت تحمل “بعض المعرفة عن الخياطة، إلا أنّ التدريب أكسبني مزيداً من القواعد المهنية في هذا المجال ومكنّني من كسب خبرات جديدة”.
وريم كانت واحدة ممن استفدن أيضاً من خدمة “إدارة الحالة” أو ما يعرف بـ”كوني مطمئنة”، وهي خدمة تقدم جلسات فردية هدفها تفريغ الضغوط، مع تقديم دعم عيني وفق معايير محددة.
تشير ريم إلى أنّ التدريب يساهم في تخفيف بعض الضغوط الحياتية، على اعتبار أنها أرملة تعيل أسرتها، ومن الممكن أن تبدأ بمزاولة مهنة الخياطة من منزلها وتأمين قوت أطفالها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرتها.
وتستمر دورة التدريب المهني بمختلف التخصصات حوالي شهرين بـ 16 جلسة، كل أسبوع جلستان.
وتوضح المسؤولة في هذا السياق، أنّ “في كل اختصاص، هناك دورة للمبتدئين ودورة أخرى ـ حسب الرغبة ـ للمتقدمين في فترة تدريب جديدة، حتى يحصل المتدرب على إلمام واسع في اختصاصه”.
ويدرس المركز إمكانية تقديم سلال تحوي مواداً داعمة للمتدرّبات حسب اختصاصهنَّ، بما يمكن أن يساهم في إطلاق مشروعهنَّ الخاص.
الدعم النفسي
تخرج أنشطة المركز من بوابة “الدعم النفسي”، من خلال تقديم جلسات توعية لدعم الذكور والإناث في المخيمات والمنازل، تتضمن مواضيع رفع الوعي وإكساب المهارات الحياتية كإدارة الوقت وضبط الانفعالات وغيرها من المواضيع.
وتستهدف جلسات التوعية شهرياً حوالي 600 مستفيد من سيدات ويافعات ورجال ويافعين.
في حين أنّ قسم التدريب المهني يستهدف في كل دورة مدتها شهران، من 250 إلى 300 متدرّبة ومستفيدة.
ريف حلب.. روبوت لتعقيم اليدين ضد “كورونا” بصنع يافعات سوريات (صور)