إدلب..نازحون يتخوفون “المجهول” بعد تكرار قصف النظام و روسيا “الحدود”
بدا قصف المنطقة الحدودية شمالي محافظة إدلب بالطيران الحربي الروسي، مرتين بأكثر من 13 غارة جوية، خلال أقل الأيام الأربعة الماضية، مؤشراً خطيراً للسكان، وأثار مخاوف آلاف النازحين الذين أجبروا على مغادرة بلداتهم في وقت سابق، ويقطنون الآن المناطق الحدودية ظناً منهم أنها الملاذ الأخير الآمن.
وجاء استهداف المنطقة الممتدة بين بلدتي قاح وصلوة شمالي إدلب، على الحدود السورية ـ التركية، في السابع والعشرين، ثم يوم الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي تضمّ بين جنباتها مئات المخيمات وأقدمها في المنطقة، بعد أيامٍ على قصف مدينتي سرمدا والدانا وبلدة ترمانين، وهو ما اعتبره ناشطون محليون استهدافاً مباشراً لـ”العمق الحيوي والشريان الاقتصادي” لمنطقة شمالي غربي سورية، ونقلة لافتة من هجمات خطوط التّماس إلى الداخل.
مصير مجهول
يوضح الناشط سلطان الأطرش، القاطن في مخيمات بلدة صلوة، القريبة من الهجمات الجوية، أنّ الاستهداف كان بمحاذاة كتلة واسعة من مخيمات النازحين، أبرزها “البراء والأرض الطيبة والياسمين ومعارة النعسان وتجمع مخيمات قاح ومخيم ترملا”.
واعتبرفي حديثه لـ”السورية.نت”، أنّ “استهداف الطيران الحربي الروسي أكبر تجمع خيام نازحين في سورية، هو لخلق حالة عدم استقرار لدى سكّان المنطقة وزرع خوف دائم، وهواجس في النزوح من جديد”.
محمد صبيح، المهجر من بلدة سجنة جنوبي إدلب، يقول “إنّ النازحين القاطنين في موقع الاستهداف، ظنوا أن المنطقة الحدودية هي الأكثر أماناً، إلا أنّ الصواريخ الروسية ضربت هذه الآمال عرض الحائط، وأعادت الخوف بين صفوف الأهالي”
ويضيف صبيح القاطن في مخيم “شحشبو 2″ لـ”السورية.نت”:”أنا واحد من الناس بتّ أخاف أن أرسل طفلتي للمدرسة كما الكثيرين من الأهالي، وحركة الأسواق اليوم والطرقات باتت شبه معدومة في الأماكن القريبة من القصف وخاصة أنّ القصف الأخير استهدف مناطق حيوية يقطنها مئات الآلاف من المدنيين المهجّرين”.
ويعتقد بأن “مصيراً مجهولاً ينتظر المهجرين، تحت الخوف من القصف والصواريخ”.
ويقول عبد العزيز البكري، المهجر من بلدة التمانعة، لـ”السورية.نت”، إنّ “وجود المخيم القاطن فيه على الحدود السورية ـ التركية، كان مبعث أمان بالنسبة لي ولكثير من النازحين”.
ويتابع بالقول إن “القصف الجوي الروسي ليومين خلال أيام قليلة، دفع بنا نحو الخوف والقلق من جديد، وسط أسئلة تحضر عن وجهة النزوح الجديدة، وهل بقي مناطق آمنة بعد أن صارت المناطق الحدودية مهددة بالقصف؟”.
مهند درويش، يعتبر في حديثه لـ”السورية.نت” أنّ التأثير الأكبر للاستهداف الروسي لمنطقة مكتظة بالنازحين هو نفسي، لعدم شعورهم بالأمان بعد أن طال القصف منطقة حدودية اعتقدوا أنها آمنة”.
ويشير درويش النازح إلى مخيم “صلوة”، إلى أنّ “الاستهداف أحدث حالة هلق وخوف كبيرة على اعتبار أنه تزامن مع الدوام المدرسي، كما أنّ شظايا القصف وصلت الخيام واخترقت بعضها”.
كارثة حقيقية
الصحافي محمد العلي المقيم في إدلب، يرى أنّ تصاعد القصف ينذر بكارثة إنسانية حقيقية، إذ لا مكان يلجأ إليه الأهالي بعد أن وصل القصف لمنطقة حدودية، يبعد أقل من 300 متر عن تجمع واسع من مخيمات النازحين.
وأكد العلي لـ”السورية.نت” أنّ النظام وروسيا “أثبتا عبر التجربة أن لا خطوط حمراء تمنعهم عن استهداف مخيمات نازحين أو أي مكان حيوي يضم مدنيين، في ظل عدم وجود رادع”.
وتهدف هجمات روسيا إلى جانب قوات الأسد على المناطق السكانية والحيوية، وفقاً للصحفي العلي، لـ”ضرب حالة الاستقرار والاستمرار في استهداف المدنيين ضمن سياسة قديمة جديدة في جميع المناطق السورية”.
وكان قصفا صاروخي موجّه، استهدف مخيماً قرب بلدة ترمانين، يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري، أسفر عن مقتل طفل وإصابة 5 آخرين، بينهم سيدات.
ويعتبر قصف المخيم، من سلسلة استهداف للمناطق الحيوية بدءاً من طريق سرمدا ـ باب الهوى، إلى مدينة الدانا، خلال الشهر الجاري.
من جهته، طالب فريق “منسقو الاستجابة” تعقيباً على استهداف منطقة مخيمات، أمس السبت، بـ”وقف الاعتداءات المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري والاستهداف العشوائي للمناطق السكنية بشكل عام والمناطق التي تضم مخيمات بشكل خاص”.
واعتبر أن استهداف مخيمات النازحين “جريمة حرب”، كما شدد على “ضرورة احترام القوانين الإنسانية من قبل كافة الأطراف وإبعاد المدنيين والكوادر الإنسانية والمراكز الحيوية عن نطاق الاستهداف”.
ويقطن في مخيمات النازحين، حوالي مليون ونصف مهجّر، بحسب “منسقو الاستجابة”، وسط ظرف معيشي صعب.
تفاصيل اللحظات الأولى وما بعدها..كيف عاشت سرمدا يوم المجزرة؟