شهدت محافظة إدلب في الساعات الماضية تطورات مفاجئة، إذ تعرضت نقطة مراقبة تركية في منطقة جسر الشغور لاستهداف بسيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل عنصرين من “الجيش الوطني” وإصابة آخرين أتراك.
وفي التفاصيل قال مصدرإعلامي من جسر الشغور لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، إن القوات التركية المتمركزة في قرية سلة الزهور في ريف إدلب الغربي وفي تمام الساعة العاشرة مساءً دمرت سيارة مفخخة، بعد استهدافها وتفجيرها قبل وصولها إلى محيط النقطة العسكرية.
وأضاف المصدر أن تفجير المفخخة أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأتراك، ومقتل عنصرين من فصائل المعارضة، والذين يعملون كحرس للنقطة التركية.
ويتبع العنصران اللذان قتلا لفصيل “فيلق الشام” المنضوي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي تعتبر أحد مكونات “الجيش الوطني”.
وفي بيان لها عبر “تلغرام” نعت “إدارة التوجيه المعنوي” في “الجيش الوطني” مقتل العنصرين، وقالت إن آخرين أتراك أصيبوا إلى جانبهم.
ويعتبر الهجوم بالمفخخة على نقطة المراقبة التركية عملية هي الأولى من نوعها، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.
وحسب المصدر الإعلامي، شهد محيط نقطة المراقبة التركية، عقب تفجير المفخخة اشتباكات متبادلة بين المهاجمين والقوات التركية لمدة 10 دقائق قبل انسحاب المهاجمين.
ولم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن المفخخة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
في حين اعتبر ناشطون من ريف إدلب إن الاستهداف تقف ورائه “كتائب خطاب الشيشياني”، وهي تشكيل عسكري لا تعرف تبعيته، وكان قد تبنى عدة استهدافات ضد الجيش التركي والقوات الروسية، على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4).
ويأتي ما سبق في ظل استمرار تسيير الدوريات المشتركة بين الروس والأتراك على طريق “m4″، وذلك تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.
كما جاء الاستهداف بالتزامن مع استمرار دخول التعزيزات التركية إلى محافظة إدلب، وخاصةً إلى المناطق الواقعة في الريف الغربي لإدلب، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي.
وعلى مدار الأشهر الماضية انتشر الآلاف من عناصر الجيش التركي في محافظة إدلب، وتمركزوا في نقاط المراقبة المعلن عنها رسمياً، إلى جانب نقاط في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي.
وحتى اليوم يغيب المستقبل الذي ستكون عليه محافظة إدلب، وخاصةً بعد الانتهاء من تطبيق البند الأول من اتفاق وقف إطلاق النار، والمتمثل بتسيير دوريات مشتركة بين الروس والأتراك على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4).
وتخضع إدلب إلى اتفاق بين روسيا وتركيا، في مارس/ آذار الماضي، نص على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية.
ويدور الحديث مؤخراً عن قرب عملية عسكرية في المنطقة، بعد حشود من قبل قوات الأسد على أطرافها.
في حين تستمر الفصائل العسكرية في إدلب بتخريج دفعات مقاتلين جديدة من معسكرات الإعداد والتدريب.