إيران تحاول فتح حدود برية مع سورية..”واشنطن تعيق”
تحاول إيران تنفيذ مشروعها الذي يربطها مع سورية براً، عبر توقيع اتفاقيات مع حكومة الأسد، إلا أن التواجد الأمريكي في العراق ومنطقة التنف على الحدود السورية، يعيق تنفيذ المخطط الإيراني حتى الآن.
وتعمل إيران على مشروع الممر البري عبر سورية، التي وصفته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في 2020 بـ“الجائزة الأكبر”، منذ سنوات.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، وقع في نوفمبر/ كانون الأول العام الماضي، اتفاقاً مع العراق للبدء بالأعمال التنفيذية لمشروع الربط السككي بين شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية بعد توقف دام 20 عاماً.
وقال جهرمي حينها إن “تدشين مشروع الربط السككي بين إيران والعراق سيكون بحلول ديسمبر/ كانون الثاني 2022، ما سيسمح بإنشاء طريق بري من إيران إلى سورية عبر العراق”.
ومع اقتراب الموعد المحدد ناقش بشار الأسد، خلال زيارته إلى طهران الشهر الماضي، مسألة العبور البري من طهران إلى سورية، حسب ما أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، وحيد جلال زاده.
وقال زاده في مقابلة مع قناة “العالم” الإيرانية، الأربعاء الماضي، إن زيارة الأسد جاءت بعد وقت طويل وتتماشى مع مصالح البلدين بما في ذلك الاقتصاد.
وأضاف زاده أنه “يوجد مشكلة في مسألة العبور البري إلى سورية يجب حلها، وتم التوصل إلى اتفاقيات”، خلال زيارة الأسد.
من جانبه أكد مدير عام مكتب التجارة العابرة في مؤسسة الطرق الإيرانية، جواد هداياتي، أهمية الطريق البري إلى سورية.
وقال هداياتي، حسب وكالة “مهر” الإيرانية الخميس الماضي، إن العبور البري عبر العراق هو فرصة ذهبية لإعادة فتح طريق سورية والبحر الأبيض المتوسط، والذي سيحل محل قناة السويس”.
ووصف هداياتي الطريق بأنه “حساس وهام، ويمكن أن يسهل وصول إيران إلى البحر الأبيض المتوسط”.
وكان رأس النظام السوري، بشار الأسد، أشار في كلمة ألقتها مستشارته الخاصة، بثينة شعبان، خلال تأبين لقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، مطلع العام الحالي، إلى أهمية مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسورية.
وقالت شعبان: “قد يشكّل الربط السككي والكهربائي بين إيران والعراق وسورية بداية طيبة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة تصبّ في خدمة أبنائها ومنعة دولها وازدهار شعوبها”.
أمريكا تعرقل المشروع
لكن تنفيذ المشروع الإيراني “صعب حالياً”، حسب ما أكده معاون وزير النقل السوري في حكومة الأسد، عمار كمال الدين.
وقال كمال الدين لموقع “هاشتاغ سوريا” المحلي، اليوم الأحد، إنه “يوجد مذكرة تفاهم مع العراق، فيما يخص تفعيل مشروع المد السككي، وسيكون المسار عبر منفذ (القائم- البوكمال) باتجاه حمص ومنها إلى ميناء طرطوس”.
وأضاف أن التفاهم سيؤدي إلى تفعيل الخط وخدمة الترانزيت ومرور السيارات بين البلدين.
لكن كمال الدين أكد أن الوجود الأمريكي داخل الأراضي العراقية، يجعل من تنفيذ المشروع صعباً، ولا “إمكانية لربط هذه السكك حالياً”.
كما كانت ألمحت بثينة شعبان خلال كلمتها المذكورة، إلى أن قاعدة التنف الأمريكية “تهدف إلى عرقلة هذه المشروع”.
وقالت:“يعرفون حجم الخطورة من التواصل بين سورية والعراق، لأنّ هذا التواصل حيويّ لشعوبنا ويساهم مساهمة فعّالة في فكّ الحصار”.