هددت إيران الولايات المتحدة الأمريكية بالرد في حال تعرضت قواعدها العسكرية في سورية للهجوم، وهو موقف يأتي بعد ساعات من التصعيد المتبادل بين الطرفين في محافظتي دير الزور والحسكة شرقي سورية.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الإيراني، كيفان خسروي، اليوم السبت إن “أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية للتعامل مع الإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد ستقابل على الفور برد فعل مماثل”.
وأضاف أن “اتهامات واشنطن لطهران بالهجوم على قواعد أمريكية في سورية غير صحيحة”، مشيراً إلى أن بلاده “تعارض استهداف استقرار سورية، وتحملها تكاليف لمواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار فيها”.
وهذه المرة الأولى التي تشير فيها إيران إلى وجود قواعد عسكرية لها في سورية، بعدما كانت تؤكد على أن وجودها في البلاد يقتصر على المستشارين.
ومنذ ليلة الجمعة وحتى السبت شهدت مناطق شرق سورية تصعيداً متبادلاً بالقصف بين القوات الأمريكية في قواعدها هناك والميليشيات الإيرانية المتمركزة في عدة منشآت ونقاط عسكرية.
وأسفر التصعيد عن مقتل جنديين أمريكيين وإصابة آخرين، فيما تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مقتل أكثر من 10 عناصر من الميليشيات الإيرانية.
وحتى الآن لا يعرف ما إذا كان التصعيد الحاصل بين القوات الأمريكية وميليشيات إيران سيستمر في الأيام المقبلة وكيف ستكون مآلاته.
وبينما هددت مصادر إيرانية عبر وسائل إعلام ليلة السبت بنبرة هجومية قادت تصريحات من واشنطن إلى غير ذلك.
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة، في أوتاوا الكندية أن “الولايات المتّحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”، غداة تنفيذ الجيش الأميركي ضربات جوية في سورية، أسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قال بايدن: “لا تخطئن الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها”.
في المقابل نقلت وكالة “نورنيوز” المقرّبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مصدر مسؤول من المستشارين الإيرانيين في سورية، تحذيراً للولايات المتحدة من أن “طهران تملك اليد الطولى ولديها القدرة على الرد”.
وقال المصدر: “نحذّر العدو الأمريكي أنّنا نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا في الأراضي السورية”، معتبراً أن “الأهداف التي هاجمها الأمريكان في سورية هي نقاط مدنية في دير الزور وهي عبارة عن مخازن تغذية ومراكز خدمات”.