تنصلت إيران مجدداً من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في سورية والعراق، وقالت عبر مبعوثها لدى الأمم المتحدة إنها “لا توجه مثل هذه العمليات”.
وجددت أيضاً على لسان المبعوث، أمير سعيد إرافاني نفيها لأي دور لها في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” ضد إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي.
وكانت القواعد الأمريكية في سورية والعراق قد تعرضت لأكثر من 40 هجوماً منذ يوم 17 من أكتوبر، وتم تنفيذ القسم الأكبر منها بطائرات مسيرة انتحارية وبصواريخ أطلقتها الميليشيات المدعومة من إيران.
وتزامنت هذه الحوادث مع إعلان الحوثيين في اليمن وهم أبرز وكلاء إيران البدء بحملة قصف صاروخية وبالمسيرات، باتجاه إسرائيل.
“تعاون وتضافر”
وعندما سئل أمير سعيد إرافاني عن هذه العمليات، أضاف لشبكة “cnn” الأمريكية، اليوم الجمعة أن “هناك تعاوناً وتضافر، لكن إيران لا توجه أيا من تلك العمليات”.
وشبه المسؤول الإيراني دور بلاده بدور الولايات المتحدة في تقديم المساعدة لإسرائيل.
وتابع: “لقد قلنا بوضوح شديد أن إيران لا تشارك في أي هجوم ضد القوات الأمريكية في المنطقة”.
مضيفاً أن “أي هجمات على القوات الأمريكية في سورية والعراق نفذها آخرون بقرارهم الخاص وبموجب أهوائهم”.
وتأتي تصريحات إرافاني بعد يوم من إعلان “البنتاغون” أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين نفذتا غارة جوية على منشأة لتخزين الأسلحة في شرق سورية، ويستخدمها “الحرس الثوري” الإيراني والجماعات التابعة له.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن أن “الضربة الدقيقة للدفاع عن النفس”، كانت رداً على “سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسورية، من قبل الشركات التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”.
“46 على الأقل”
وتم استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي 46 مرة على الأقل في سورية والعراق، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول بطائرات بدون طيار أو هجمات صاروخية في اتجاه واحد.
وسبق وأن قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأسبوع الماضي، إن “الجماعات التي تهاجم القوات الأمريكية في سورية والعراق تتصرف بشكل مستقل، ولم تتلق توجيهات من طهران”.
وأضاف أنهم “لا يتلقون أي أوامر أو تعليمات منا. الجانب الأمريكي يزعم أن هذه الأمور مرتبطة بإيران. هذه المجموعات تقرر بنفسها بشكل مستقل”، وفق تعبيره.
ومنذ عام 2012 كانت إيران قد نشرت آلاف المقاتلين في سورية لحماية نظام الأسد من السقوط.
وبينما واصل هؤلاء العمل ضمن مئات الميليشيات تحولوا بعد 2019 لاستراتيجية تقوم على إعادة التموضع، حسب مراقبين.
في المقابل للولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريو و2500 جندي في العراق.
وقال “البنتاغون” قبل أسبوع إن نحو 900 من القوات الأميركية الإضافية تتجه إلى الشرق الأوسط أو وصلت في الآونة الأخيرة إلى هناك.
وأضاف أن العدد الإضافي من القوات يأتي “لتعزيز الدفاعات من أجل حماية الجنود الأميركيين، في ظل تصاعد الهجمات بالمنطقة من جماعات موالية لإيران”.