لا تزال الشبهات تدور حول مشروع استثمار شركة مجهولة لـ”الخطوط الجوية السورية”، في قرار اعتبره محللون أولى الخطوات نحو “خصخصة” “الخطوط الجوية” وحقوق تشغيل مطار دمشق الدولي.
وبدأ الجدل حين تضاربت التقارير التي نشرتها صحيفة “البعث” الناطقة باسم حكومة النظام، حول هذا القرار، الذي لم تتضح ملابساته حتى اليوم.
إذ نشرت الصحيفة الحكومية تقريراً قالت فيه إن وزارة النقل في حكومة الأسد، تدرس منح إدارة وتشغيل مطار دمشق الدولي لـ”شريك خاص” مجهول.
لكن الصحيفة نشرت تقريراً آخر، الأسبوع الماضي، نفت فيه أن تكون صفقة الاستثمار خاصة بأرض المطار، “لما تمثله من سيادة للدولة السورية”.
مشيرةً إلى أن صفقة الاستثمار خاصة بشركة “الخطوط السورية” فقط.
“إيلوما” تستثمر “الجوية”.. من هي؟
وبحسب ما ورد في تقرير صحيفة “البعث”، فإن الشركة المستثمرة تحمل اسم “إيلوما” للاستثمار المساهمة المغلفة الخاصة.
ولم تذكر الصحيفة تفاصيل أخرى حول مجال عمل الشركة ومؤسسيها وتاريخ نشأتها، وكذلك لا تتوفر معلومات حولها على شبكة الانترنت.
واكتفت الصحيفة بالقول إن الشركة ستضخ استثمارات في “الخطوط الجوية السورية” بقيمة 300 مليون دولار، خلال 20 عاماً.
على أن يخصص هذا المبلغ لشراء وصيانة الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بالأسطول إلى 20 طائرة.
إلا أن الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، كرم الشعار، نشر صورة عن عقد تصديق الشركة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام.
وأظهر العقد أن الشركة حديثه التأسيس، وتم التصديق عليها في وقت ما من عام 2023، دون توضيح تاريخ دقيق.
وبحسب العقد، تعمل الشركة في مجال “إدارة واستثمار المنشآت التي تعمل في مجال السياحة وخدمات المطارات ودخول المناقصات والمزايدات مع القطاع العام”.
كما تدخل بمجال “شراء الأسهم والحصص في جميع أنواع الشركات والمشاركة أو المساهمة في تأسيسها أو الاشتراك في إدارتها”.
و”تملك الأراضي والعقارات اللازمة لتحقيق غاية الشركة، عدا بناء المساكن وبيعها والاتجار بها”.
وتم تحديد رأس مال الشركة بمبلغ 100 مليون ليرة سورية فقط (ما يعادل 10 آلاف دولار)، موزعة على مليون سهم.
ويقع مركز الشركة في محافظة دمشق، ولها أن تؤسس فروعاً في جميع المحافظات السورية وخارج القطر، بقرار من مجلس الإدارة.
وحول هوية المؤسسين، ورد في العقد ذكر 3 أسماء، الأول هو علي محمد ديب (34 عاماً)، ويملك 330 ألف سهم بنسبة 33%، ويقيم في دمشق.
والثانية هي رزان نزار حميره (32 عاماً) وتملك 330 ألف سهم بنسبة 33%، وتقيم في دمشق.
والثالثة هي راميا حمدان ديب (42 عاماً)، وتملك 340 ألف سهم بنسبة 34%، وتقيم في دمشق.
“مراوغة” وراء الأسماء
وبالبحث عن معلومات حول المؤسسين الثلاثة، تبين أن علي محمد ديب هو شريك مؤسس في شركة “مفردات” ويمتلك 3 حصص فيها بنسبة 0.002%.
وتأسست شركة “مفردات” في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وتعمل بمجال المناقصات والمزايدات وشراء الأسهم والحصص في جمع أنواع الشركات.
وهي شريكة مؤسسة في شركة “العقيلة العقارية”، التي يملكها الكويتي- السوري عبد الحميد دشتي.
ودشتي هو رجل أعمال شيعي تربطه علاقات وثيقة مع نظام الأسد وإيران.
أما رزان نزار حميره، فهي شريكة في شركة “إنفينيتي سكاي لايت”، وتملك 50 ألف حصة فيها بنسبة 33%.
وتعمل هذه الشركة في مجال استيراد وتصدير اللواقط الشمسية وأجهزة الإنارة والطاقة البديلة، وتأسست عام 2021.
وهي أيضاً شريكة في شركة “فريدوم” التي تأسست عام 2021، في مجال المناقصات والمزايدات، وتملك 3 حصص فيها.
أما راميا حمدان ديب، فهي شريكة في أكثر من شركة سورية، أبرزها “أثر” و”ثلج” و”كريستال” و”لوما” وغيرها.
إلا أن الباحث كرم الشعار، قال إن الأسماء التي تقف وراء شركة “إيلوما” المستثمرة للخطوط السورية، عبارة عن “واجهات”.
وأضاف أنها “تتبع مباشرة لبشار الأسد من خلال يسار إبراهيم وعلي نجيب إبراهيم”.
ويسار إبراهيم (39 عاماً) هو مساعد رأس النظام السوري، بشار الأسد، وخاضع لعقوبات أمريكية وأوروبية بسبب عمله كوكيل مالي للأسد.
وكان مصدر في مؤسسة “السورية للطيران” قال لموقع “هاشتاغ سوريا” إن عرض الاستثمار “يخالف القانون”.
وذلك لأن “المتقدم جهة واحدة، بينما تقتضي القوانين ألا يقل العدد عن 3 جهات”.