توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق يقضي بنقل كميات من الحبوب في صوامع “شركراك” بريف الرقة، والخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني”، منذ إطلاق عملية “نبع السلام”، في أواخر عام 2019.
وقالت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في “تويتر”، اليوم الجمعة: “بدأ توزيع الحبوب في صوامع شركراك، في نطاق تحسين الظروف المعيشية لشعوب المنطقة وتحسين بيئة الثقة والسلام والاستقرار”.
ونشرت الوزارة تسجيلاً مصوراً أظهر عشرات الشاحنات المصطفة أمام الصوامع في أثناء عملية تعبئتها بالحبوب، مضيفةً: “الخطوة تأتي بالاتفاق مع الجانب الروسي”.
ولم تحدد الدفاع التركية الوجهة التي ستنقل إليها الحبوب، سواء مناطق سيطرة نظام الأسد أو مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
Barış Pınarı Harekâtı ile terör örgütü PKK/YPG’den kurtarılan Sharakrak silolarındaki tahıl, RF ile varılan mutabakat ile bölge halkının yaşam koşullarının iyileştirilmesi, bölgede güven, huzur ve istikrar ortamının geliştirilmesi kapsamında dağıtılmaya başlanmıştır.#MSB #TSK pic.twitter.com/RIMmp2aIeX
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) February 19, 2021
من جانبها ذكرت وسائل إعلام روسية، اليوم أن مجموعة القوات الروسية في محافظة الحسكة رعت اتفاقاً بين “الحكومة السورية” وتركيا، لنقل جزء من احتياطي الحبوب من صوامع “شركراك” إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب.
بدوره قال مصدر مطلع من “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سورية في تصريحات لـ”السورية.نت” إن الاتفاق يقضي بنقل جزء من الحبوب إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، وجزء آخر إلى مناطق سيطرة النظام السوري، على أن تكون هناك كميات أخرى من نصيب مناطق “الجيش الوطني”.
وأضاف المصدر المقيم في القامشلي أن “الإدارة الذاتية تنتظر حالياً وصول الكميات المخصصة لها، والتي يغلب عليها مادة الشعير”.
ويأتي ما سبق بعد أيام من ختام محادثات “أستانة 15″، والتي عقدت في مدينة سوتشي الروسية، بحضور وفدي النظام السوري والمعارضة، و”الدول الضامنة” (تركيا، إيران، روسيا).
وتحوي صوامع “شركراك” أكثر من 30 ألف طن من الحبوب، معظمها من مادة الشعير.
وكانت فصائل “الجيش الوطني” بدعم تركي قد سيطرت على الصوامع كاملةً، في إطار عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي أواخر عام 2019.
لكن قوات الأسد دخلتها مؤخراً لأيام، وانسحبت فيما بعد، لتبقى “الصوامع” على خط التماس، دون أي سيطرة كاملة لأي طرف.
وسبق وأن توصل الجانبان التركي والروسي في كانون الأول/ ديسمبر 2019 إلى اتفاق يقضي بإيصال شبكة الكهرباء إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، من سد تشرين، والذي يخضع لسيطرة قوات الأسد.
وكان الجيش التركي و”الجيش الوطني” قد سيطرا على مدينتي رأس العين وتل أبيض، والقرى الواقعة بينهما، بموجب عملية “نبع السلام”، والتي أطلقت ضد “قوات سوريا الديمقراطية”.
وتنوي تركيا، حسب تصريحات كبار المسؤولين فيها، إعادة مئات ألاف السوريين، إلى هذه “المنطقة الآمنة” (تل أبيض، رأس العين)، والتي توقفت العمليات العسكرية فيها، عبر إبرام أنقرة، اتفاقيات مع موسكو وواشنطن، رسمت حدود المناطق التي تمت السيطرة عليها بصورة مبدئية، وما تزال غير مستقرة تماماً حتى الآن.