اجتماع طارئ للناتو بطلب تركي..واشنطن: نبحث خيارات دعم أنقرة
يعقد اليوم الجمعة، حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اجتماعاً طارئاً، لبحث تعرض تركيا – أحد أعضائه، لهجوم جوي جنوب إدلب من قبل نظام الأسد وحلفائه، أسفر مقتل وجرح عشرات من جنود الجيش التركي، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن القصف كان موجها ضد من سمتهم “المسلحين الإرهابيين”، مشيرة إلى أنه تبين لاحقا أن صفوفهم ضمت عسكريين أتراك.
واكتفت وكالة “الأناضول”، بالقول إن حلف ناتو سيعقد اجتماعاً طارئاً الجمعة، بناء على طلب تركيا عقب مقتل عدد من جنودها في إدلب.
وارتفع عدد قتلى الجنود الأتراك، في القصف الجوي الذي شنته قوات الأسد على مواقع للجيش التركي في بلدة بليون، التابعة لجبل الزاوية، الخميس، جنوب إدلب، إلى 33 جندياً.
وفي وقت سابق، قال السكرتير الصحفي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر شليك، لقناة (TRT)، إن” الهجوم على تركيا هو هجوم على الناتو. نتوقع أن يتم اتخاذ خطوات لإنشاء منطقة حظر طيران في إدلب”.
وأعرب أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، عن إدانته للهجمات التي يشنها نظام الأسد، وداعمته روسيا دون تمييز بإدلب، مطالبهما بوقفها، وذلك في تصريحات أدلى بها لـ”الأناضول”، حول الاتصال الهاتفي الذي دار بينه وبين وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بشأن الهجوم.
وقال ستولتنبرغ في تصريحاته “أدين الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري، وداعمته روسيا في إدلب دون تمييز، وأدعو الطرفين لوقفها”، مطالباً “كافة الأطراف تخفيف التوتر، والعمل على الحيلولة دون تفاقم الأوضاع الخطيرة، ولا سيما الإنسانية منها لأسوأ من ذلك في المنطقة”.
أول تعليق من روسيا على الهجوم
و اعتبرت وزارة الدفاع الروسية، أن القصف في إدلب كان موجها ضد “المسلحين الإرهابيين”، و”تبين لاحقا أن صفوفهم ضمت عسكريين أتراك” حسب زعمها. وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الجانب التركي لم يقدم لموسكو معلومات عن تواجد عسكرييه في بليون في إدلب، مضيفة أنه “وفقاً للمعلومات التي تلقاها مركز المصالحة الروسي في سورية، لم تتواجد هناك وحدات، ولم يكن مفترضاً أن تتواجد أي وحدات تركية في منطقة القصف”، وفق “روسيا اليوم”.
وزعمت الدفاع الروسية، أنه و”فور تلقي معلومات عن إصابات في صفوف العسكريين الأتراك، اتخذ الجانب الروسي كافة الإجراءات الضرورية لوقف إطلاق النار من قبل قوات الأسد بشكل كامل، وتأمين إجلاء القتلى والجرحى الأتراك إلى أراضي بلادهم”.
وأشارت الوزارة إلى أن الطائرات الحربية الروسية لم تنفذ أي مهام في المنطقة التي تعرض فيها العسكريون الأتراك للقصف، وذكر البيان أن الحادث وقع أثناء محاولة تنظيم “هيئة تحرير الشام تنفيذ عملية هجومية على محاور كثيرة ضد مواقع للجيش السوري في منطقة إدلب لخفض التصعيد أمس الخميس”.
واشنطن: نبحث خيارات دعم تركيا
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، الهجوم الذي استهدف القوات التركية، مشددة على وقوفها بجانب حليفتها في الناتو، تركيا، وطالبت الوزارة في بيانها، النظام وروسيا، والقوات المدعومة من إيران، بوقف “الهجمات الجبانة” التي تشنها بإدلب.
وقالت الخارجية في البيان “ندعو النظام السوري، وروسيا، والقوات المدعومة من إيران، بوقف الهجمات الجبانة التي تشنها إدلب، ونؤكد وقوفنا بجانب حليفتنا بحلف شمال الأطسي(ناتو) تركيا”.
وأوضح البيان أن مسؤولي الخارجية الأمريكية يتابعون عن كثب الأخبار التي تأتيهم من المنطقة بخصوص تطورات الأوضاع بإدلب، وأنهم على تواصل مع المسؤولين الأتراك.
وتابع البيان “نحن على اتصال مع المسؤولين الأتراك من أجل استكشاف الوضع بإدلب بشكل أوضح”، مضيفًا “وكما قال الرئيس(دونالد) ترامب، ووزير الخارجية(مايك) بومبيو، نحن نبحث عن خيارات متعلقة بأفضل كيفية لدعم تركيا بتلك الأزمة”.
ويأتي مقتل الجنود الأتراك، قبل يومين من المهلة التي حددها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظام الأسد، للانسحاب من المناطق التي تقدم إليها في الأيام الماضية، والواقعة ضمن حدود تفاهم “سوتشي”، الموقع بين الرئيسين التركي والروسي في 17سبتمبر/أيلول 2018.