مع انتهاء المحادثات الرباعية في موسكو، والتي ضمت وزراء دفاع روسيا وتركيا وإيران والنظام، أصدرت الدول الثلاث الأولى بيانات حول نتائج الاجتماع، مشيرةً إلى خطوات “إيجابية” ضمن هذا المسار الذي يهدف إلى “بناء الحوار” بين تركيا ونظام الأسد.
وزارة الدفاع التركية قالت في بيانها الصادر، اليوم الثلاثاء، إن الاجتماع بحث “خطوات ملموسة” تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، بالإضافة إلى جهود إعادة اللاجئين السوريين لبلدهم، وسبل مكافحة “الإرهاب” في سورية.
وهي نقاط مشتركة وردت في البيانات المتزامنة، الصادرة عن وزارتي دفاع روسيا وإيران.
Millî Savunma Bakanı Hulusi Akar ve MİT Başkanı Hakan Fidan; Rusya Federasyonu Savunma Bakanı Sergey Şoygu, İran Savunma Bakanı Mohammad Reza Aştiyani ve Suriye Savunma Bakanı Ali Mahmud Abbas ile Rusya, İran ve Suriye İstihbarat Başkanlarıyla 25 Nisan 2023’te Moskova’da bir… pic.twitter.com/Vq16JkQJxP
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) April 25, 2023
النظام يصدح بالانسحاب
صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، نقلت عن مصدر سوري أنه لا صحة للبيان الذي نشرته وزارة الدفاع التركية، والذي يتحدث عن “خطوات ملموسة” لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
وأضاف المصدر أن الاجتماع بحث آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، دون التطرق لأي خطوات تطبيعية بين البلدين.
واعتبر المصدر في حديثه للصحيفة الموالية أن “العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية”.
إلا أن وزارة دفاع النظام، لم تنفي في بيانها الرسمي ما ورد في البيان التركي، لكنها لم تتحدث في الوقت ذاته عن نتائج “إيجابية” للاجتماع.
وجاء في بيان النظام الرسمي أن وزراء دفاع روسيا وتركيا وإيران وسورية بحثوا في موسكو مسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وتطبيق الاتفاق حول طريق “M4” الدولي.
ولم يتطرق البيان لمسألة عودة اللاجئين السوريين لبلدهم، أو إيجاد حلول لمخاوف تركيا الأمنية على الحدود السورية.
وزارة الدفاع: جرى اليوم اجتماع رباعي لوزراء دفاع كل من سورية وروسيا وإيران وتركيا تم فيه البحث في موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4 .https://t.co/UZSqOZZx6P pic.twitter.com/BxGKAscLXe
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) April 25, 2023
ويأتي ذلك تزامناً مع تصريحات صادرة عن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن شروط النظام في المحادثات “غير مناسبة”، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات التركية من سورية، لافتاً عدم وجود نية لبلاده للانسحاب خلال الفترة القريبة المقبلة.
وأضاف في لقاء متلفز مع قناة “TV100” التركية، أمس الاثنين، أن “انسحابنا من شمال العراق وشمال سورية يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا، وهذا يشكل تهديداً لأمننا القومي”.
ماذا قالت روسيا وإيران؟
رغم نفي النظام ما ذكرته تركيا حول نتائج الاجتماع، أصدرت وزارتا دفاع روسيا وإيران بيانين منفصلين حملا الصيغة ذاتها، والتي لم تخالف بمضمونها ما ذكرته وزارة الدفاع التركية.
إذ قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته وكالات روسية، أن محادثات موسكو الرباعية ناقشت خطوات عملية من أجل تعزيز الأمن في سورية وتطبيع العلاقات السورية- التركية.
وأضافت أنه تم خلال الاجتماع التركيز على ضرورة مواجهة التهديدات “الإرهابية”، ومحاربة الجماعات المتطرفة في سورية.
كما جدد الطرفان، بحسب بيان الدفاع الروسية، رغبتهما في الحفاظ على وحدة أراضي سورية، وتكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين إلى وطنهم.
وهي النقاط ذاتها التي ورد ذكرها في بيان وزارة الدفاع الإيرانية.
ولم يتطرق البيانان الروسي والإيراني إلى ما تحدثت عنه وزارة دفاع النظام، حول انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وفي ظل التأكيدات التركية بعدم وجود نية للانسحاب من سورية قريباً، يبدو أن النظام لا يزال متمسكاً بما يسميها “ضمانات”، والمتعلقة بانسحاب كامل للقوات التركية من سورية كشرط لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، ما يشير لاحتمالية تعثر محادثات التقارب في موسكو.