“اعتصام الكرامة” على الطريق الدولي ينتهي.. محطات شهدها الاعتصام
مع إعلان الروس والأتراك تسيير دورية مشتركة، هي الأطول، على الطريق الدولي حلب اللاذقية (M4)، اليوم الثلاثاء، انتهى الاعتصام الذي شهده الطريق منذ أسابيع، تحت اسم “اعتصام الكرامة”، اعتراضاً على مرور الدوريات الروسية.
إذ سلكت الدورية الروسية- التركية، اليوم، طريقاً أطول مرتين، عن الدوريات السابقة، حسبما أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية، في بيان له، دون أن يعترضها أي اعتصام، وذلك عقب الاشتباكات التي حدثت بين المعتصمين والجيش التركي خلال الأيام الماضية.
بداية ناجحة للاعتصام
بدأ “اعتصام الكرامة” في 14 مارس/ آذار الماضي، حين أعلنت روسيا وتركيا عن تسيير أول دورية مشتركة في إدلب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين في العاصمة الروسية موسكو، في 5 من الشهر ذاته.
إذ نظم عشرات السوريين من أهالي محافظة إدلب اعتصاماً على الطريق الدولي حلب- اللاذقية، المعروف بـ”M4″، رفضاً لتسيير الآليات الروسية، وقاموا بقطع الطريق عبر إشعال الإطارات وهددوا بمنع مرور الدوريات المشتركة.
الاعتصام أفشل تسيير أول دورية روسية- تركية على “M4″، وأجبر الجانبين الروسي والتركي على تسيير دوريات “مختصرة”، سلكت أجزاء من الجهة الشرقية للطريق، بين بلدة النيرب ومدينة سراقب فقط دون إكمال طريقها على كامل الطريق الدولي، حيث تم تسيير 7 دوريات بهذا المسار منذ توقيع اتفاق موسكو.
إلا أن الروس، الذين لم يكونوا راضين عن الوضع، منحوا مهلة لتركيا لحل مسألة الاعتصامات، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها منتصف مارس/ آذار الماضي، إنها “منحت وقتاً إضافياً للجانب التركي، لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريقM4”.
يُشار إلى أن الجانبين الروسي والتركي اتفقا، بموجب قمة موسكو، على وقف كافة الأنشطة العسكرية على طول خط التماس في إدلب، وإنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي (M4)، و6 كم جنوبه، وتسيير دوريات مشتركة.
إلا أن بعض التشكيلات العسكرية رفضت مخرجات الاجتماعات التركية- الروسية، سواء في سوتشي أم أستانة أو الاتفاق الأخير بين تركيا وروسيا في موسكو، حيث أصدرت “غرفة عمليات وحرض المؤمنين” (تضم تشكيلات جهادية)، بياناً قالت فيه إنها ستواصل القتال في المنطقة، داعية الأهالي “لاعتماد خيار المقاومة ورفض الحلول الاستسلامية”.
تدخل تركي ينال رضا الروس
بعد شهر على استمرار الاعتصام ظهرت قوات من “مكافحة الشغب” التركية لأول مرة في إدلب، محاولةً فض “اعتصام الكرامة” على الطريق الدولي “M4″، عند نقطة متقدمة في بلدة النيرب، وذلك بعد اقتصار التعزيزات التركية على عناصر من الجيش التركي والقوات الخاصة (كوموندوز).
وتكررت المحاولات التركية لفض الاعتصام في 26 أبريل/ نيسان الماضي، حيث عرض ناشطون من إدلب تسجيلات مصورة أظهرت القوات التركية، في أثناء محاولتها فض الاعتصام، مع سماع أصوات إطلاق نار في الهواء، ما أسفر عن مقتل شخصين من المعتصمين، حسبما أعلنت شبكة “إباء”، التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”.
شاهد لحظة إطلاق الجيش التركي الرصاص الحي على المعتصمين على الطريق الدولي M4.
محمد عثمان – الرسمية https://t.co/AeRgXsKy51 pic.twitter.com/0nnNJzfpAp
— الإعلامي محمد عثمان (@Mo7_Othman) April 26, 2020
المهلة الروسية وضعت الأتراك تحت الضغط، حيث عملت الأخيرة على إلقاء مناشير ورقية في محافظة إدلب، عبر طيران الاستطلاع التركي، طالب فيها الأهالي الموجودين في المنطقة بالوقوف مع الجيش التركي، وذلك بعد يوم من توتر شهده الطريق الدولي.
ومع ذلك، أبدت روسيا ترحيباً بالتحركات التركية في إدلب، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي، قبل أسبوعين، إن بلادها تثمن جهود أنقرة في فصل “الإرهابيين” عن المعارضة المعتدلة في إدلب، والإطاحة بالمتشددين عن الطريق الدولي حلب- اللاذقية “M4”.
وأضافت زاخاروفا أن موسكو تتوقع المزيد من الجهود التركية لفصل الإرهابيين في إدلب، ومنع “الجماعات المسلحة” من عرقلة تسيير الدوريات التركية- الروسية المشتركة على الطريق الدولي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في العاصمة الروسية.
ولم يحدد الجانبان الروسي والتركي تفاصيل المناطق التي مرت بها الدورية الثامنة، اليوم، إلا أن روسيا اكتفت بالقول إن الدورية سلكت طريقاً أطول بمرتين عن الدوريات التي سبقتها، دون ذكر ما إذا كانت الدورية سارت على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية “M4” بشكل كامل.