صرّح رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة أن بلاده تجري عمليات تنسيق مع أجهزة النظام السوري الأمنية والعسكرية بشأن “التهديدات المتعلقة بالحدود”، فيما اعتبر أن عمّان لا تنظر لإيران كتهديد لـ”الأمن القومي”.
وجاءت تصريحات الخصاونة في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “بي بي سي عربي، أمس الأحد، حيث بدت فيها كلمات المسؤول أقل حدّة عن تلك التي أطلقها الملك الأردني ووزير خارجيته، خلال الأشهر الماضية.
وقال الخصاونة إن هناك ارتفاع مضطرد وكبير لتهريب المخدرات من الأراضي السورية، مضيفاً أن “هناك حوار ونقاش وتنسيق مع السلطات السورية من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية”.
وفي وقت لم يحدد المسؤول الأردني هوية شبكات التهريب، ربط توسع نشاطها بتقلص عمل الشرطة العسكرية الروسية في الشمال السوري، وأن هذه الشبكات تمتد على أكثر من دولة.
ولم يؤكد الخصاونة أو ينفي ارتباط شبكات التهريب بالميليشيات الإيرانية.
وتابع في سياق حديثه عن علاقة الأردن بإيران: “عمّان لم تتعامل مع طهران على أنها تهدد الأمن القومي”.
وزاد أن “الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار”.
ويشي حديث الخصاونة بتغيّر طرأ على الخطاب الأردني بشأن العلاقة مع النظام السوري من جهة وحليفته إيران من جهة أخرى.
وقبل أسابيع كان الملك الأردني، عبد الله الثاني قد اتهم صراحة الجانب الإيراني بـ”زعزعة الاستقرار على حدوده الشمالية”.
في حين ربط مسؤولون في الجيش الأردني عمل شبكات التهريب بميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لـ”حزب الله” اللبناني.
وقال الملك الأردني، في 24 من يونيو الماضي إن “الميليشيات الشيعية في سورية زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامناً مع “تراجع دور روسيا في سورية” بسبب أزمة أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، أن تراجع الدور الروسي في سورية، أدى كذلك إلى عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى الظهور.
وقبل ذلك كان قد حذّر من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سورية، بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي.
وتشهد الحدود الأردنية مع سورية منذ أشهر، زيادة غير مسبوقة في عمليات تهريب المخدرات، وأدت عدة مرات لاشتباكات بين حرس حدود الأردن والمهربين.
ووجهت المملكة الأردنية، مطلع العام الحالي “رسالة تحذيرية” لنظام الأسد، بشأن التهديدات التي تتعرض لها حدودها الشمالية، والمتعلقة بعمليات تهريب المخدرات من داخل الأراضي السورية.
وذكرت قناة “المملكة” الأردنية، في وقت سابق، أن “قوات حرس الحدود الأردنية تواجه تحديات أمنية نوعية مستجدة شمالاً، مرتبطة بغياب جيش نظامي، وتواجد جماعات إرهابية”.