صرّح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أن “استقرار الجنوب السوري هو مصلحة وطنية” لبلاده، وأن عمّان “تريد علاقة صحية مع إيران”.
وتأتي تصريحات الصفدي في سياق توجّه جديد بدأ المسؤولون الأردنيون بسلكه، خلال الفترة الأخيرة، بعد تصاعد اللهجة التي أبداها الملك الأردني، عبد الله الثاني اتجاه طهران، وتحركات ميليشياتها في جنوبي سورية.
وأشار الصفدي في مقابلة مع تلفزيون “الشرق” إلى “وجود حالة غير صحية على الحدود مع سورية، وعمليات تهريب ممنهجة للمخدرات، ولذلك هنالك حاجة إلى مقاربات تثبّت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري”.
وأضاف أن “القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية مستمرة في القيام بواجبها لحماية مصالح وحماية الحدود”، في حين أن الحكومة تتواصل مع الجميع من أجل حل أي إشكاليات.
وفي ذات السياق تطرق الصفدي إلى علاقة بلاده مع إيران.
وتابع: “نحن في الأردن وكل الدول العربية تؤكد أنها تريد علاقات صحية مع إيران، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام مبادئ حسن الجوار والتأكيد على أن الحوار هو السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات موجودة”.
وعما إذا سيكون الملف اليمني والملف السوري حاضرين في القمة الإقليمية التي ستعقد في السعودية بحضور الرئيس الأمريكي، جو بايدن، زاد الصفدي: “سيتحدث القادة بما يرونه مناسباً، ولكن هذه أزمات قائمة في المنطقة لا بد من حلول لها”.
وأشار الصفدي إلى أن “الأزمة السورية كارثة يجب أن تنتهي. موقفنا الدائم هو ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة وفق قرار مجلس الأمن 2254 وبما يحمي وحدة سورية وتماسكها، ويهيئ أيضاً الظروف التي تسمح بالعودة الطبيعية للاجئين السوريين”.
وأضاف الصفدي: “وقف الأزمة السورية وإنهاء هذه المعاناة هو أيضاً هدف سياسي وأولوية بالنسبة لنا في الأردن، ونعمل مع أشقائنا ومع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى هذا الحل”.
“لا تهديد”
وقبل أيام كان رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة قد صرّح أن بلاده تجري عمليات تنسيق مع أجهزة النظام السوري الأمنية والعسكرية بشأن “التهديدات المتعلقة بالحدود”، فيما اعتبر أن عمّان لا تنظر لإيران كتهديد لـ”الأمن القومي”.
وجاءت تلك الكلمات بعد تصعيد من جانب الملك الأردني، عبد الله الثاني، والذي اتهم صراحة الجانب الإيراني بـ”زعزعة الاستقرار على حدوده الشمالية”.
وقال الملك الأردني، في 24 من يونيو الماضي إن “الميليشيات الشيعية في سورية زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامناً مع “تراجع دور روسيا في سورية” بسبب أزمة أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، أن تراجع الدور الروسي في سورية، أدى كذلك إلى عودة تنظيم “الدولة الإسلامية| إلى الظهور.
وقبل ذلك كان قد حذّر من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سورية، بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي.
وتشهد الحدود الأردنية مع سورية منذ أشهر، زيادة غير مسبوقة في عمليات تهريب المخدرات، وأدت عدة مرات لاشتباكات بين حرس حدود الأردن والمهربين.
ووجهت المملكة الأردنية، مطلع العام الحالي “رسالة تحذيرية” لنظام الأسد، بشأن التهديدات التي تتعرض لها حدودها الشمالية، والمتعلقة بعمليات تهريب المخدرات من داخل الأراضي السورية.
وذكرت قناة “المملكة” الأردنية، في وقت سابق، أن “قوات حرس الحدود الأردنية تواجه تحديات أمنية نوعية مستجدة شمالاً، مرتبطة بغياب جيش نظامي، وتواجد جماعات إرهابية”.