أعلن الأردن إحباط محاولة تسلل وتهريب جديدة من الأراضي السورية، فيما قالت السلطات إنه “تم تطبيق قواعد الاشتباك”.
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية عن مصدر عسكري قوله، اليوم الجمعة، إن “المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية أحبطت على إحدى واجهاتها محاولة تسلل وتهريب من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية”.
وأضاف المصدر أنه “تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى لفرار المهربين إلى داخل العمق السوري”، موضحاً: “بتفتيش المنطقة تم العثور على كميات من المواد المخدرة وتحويلها إلى الجهات المختصة”.
وتأتي هذه المحاولة بعد ساعات من تحذير العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني من تصعيد محتمل على طول حدوده الشمالية مع سورية.
وقبل أيام كان مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، العميد أحمد هاشم خليفات قد كشف أن “قوات غير منضبطة من الجيش السوري، تتعاون مع مهربي المخدرات، وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية”.
وتحدث خليفات عن ضلوع “مليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري، حيث تقوم بأعمال التهريب على حدودنا”.
وبيّن خليفات، أنه منذ بداية العام وحتى مطلع شهر مايو / أيار الحالي، ارتفعت كميات المخدرات التي ضبطتها قوات حرس الحدود الأردنية لأكثر من 19 مليون حبة كبتاجون مخدرة.
إلى جانب نحو نصف مليون كف حشيش، و5 أكياس حبوب مخدرات.
بينما بلغت الكميات المضبوطة عبر ذات الواجهة الحدودية العام الماضي، نحو 14 مليون حبة كبتاجون، و15 ألف كف حشيش.
وعلل خليفات هذه الارتفاع في المضبوطات خلال الأشهر الخمسة الماضية، بما يفوق ما ضبط العام الماضي كاملاً، إلى تغيير قواعد الاشتباك المسلح على الواجهة الشمالية التي تصل مساحتها نحو 375 كيلومتراً.
وتكررت عمليات ضبط المخدرات القادمة من سورية في دول عدة حول العالم، وخاصة الأردن، خلال الأشهر الماضية، وذلك على الرغم من قنوات الحوار التي فتحتها عمّان مع النظام السوري.
ويعتبر الأردن طريق عبور، لتهريب مادة الكبتاغون المخدرة، من لبنان وسورية إلى دول الخليج، وخاصة السعودية.
وكان معهد “نيو لاينز” الأمريكي، قد أصدر في 5 أبريل/ نيسان الماضي، تقريراً حول تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط، تحدث خلاله عن تورط النظام السوري وداعميه بتصنيع حبوب الكبتاغون وتهريبها.
وقال المعهد في تقريره، إن أفراداً من عائلة رئيس النظام، بشار الأسد، متورطون في تجارة “الكبتاغون” في الشرق الأوسط، إلى جانب “حزب الله” اللبناني، وكبار أركان النظام.
وبلغ حجم تجارة “الكبتاغون” بالتجزئة في الشرق الأوسط، خلال عام 2021 وحده، 5.7 مليار دولار، بحسب التقرير، الذي تحدث عن مخاطر أمنية وصحية متزايدة في المنطقة.
وبحسب تقرير معهد “نيو لاينز”، ومقره واشنطن، فإن سورية هي المنتج الرئيسي لحبوب الكبتاغون، فيما تعد السعودية المستهلك الرئيسي لها.
وأضاف أن العقوبات المفروضة على الأسد ونظامه منذ سنوات، جعلته يلجأ إلى تجارة المخدرات “كوسيلة للبقاء سياسياً واقتصادياً”، مشيراً إلى أن أفراداً من عائلة الأسد وكبار أركانه يشاركون في صناعة “الكبتاغون” وتهريبه خارج سورية.