وصف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قائد فيلق “القدس” السابق، قاسم سليماني، بـ”الظاهرة العسكرية والسياسية والثقافية”.
وجاء كلام الأسد في كلمة ألقتها مستشارته السياسية والإعلامية بثينة شعبان، في “حفل تأبيني” في مكتبة الأسد بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لمقتل سليماني.
وحسب مضمون رسالة الأسد، فقد “شكل القائد سليماني ظاهرة عسكرية وسياسية وثقافية فهم الأعداء خطورتها على مشاريعهم”، معتبراً أنه “القائد الذي توجس” اعدائه من انتشار عدوى نموذجه عالمياً.
واعتبر أن “”الأعداء يعرفون حجم الخطورة من التواصل الحيوي بين سورية والعراق”.
وتزامنت رسالة الأسد مع حديث يدور في وسائل إعلام، عن توتر علاقات النظام مع إيران خلال الأشهر الأخيرة.
إلا أن الأسد أكد أنه “يجب أن نكون مخلصين لتفاصيل هذا النهج (سليماني) وعاملين على استمراره وخاصّة في إرساء وتطوير العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين لأنّ العمل على تعزيز التواصل والتناغم والتكامل في هذا المحور يشكّل أرضية صلبة تزيد كلّ بلدانه وأبنائه عزّة وقوّة”.
وأشار إلى أنه بعد الحرب العسكرية “نخوص حرباً كبرى اقتصادية وثقافية ولن نسمح بأن تذهب دماء الشهداء سدى”.
كما تطرق إلى شبكة الربط السككي والكهربائي بين إيران والعراق وسورية، واعتبرها “بداية طيبة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة تصبّ في خدمة أبنائها ومنعة دولها وازدهار شعوبها”.
وكان سليماني قتل إلى جانب نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” العراقي، أبو مهدي المهندس، بضربة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني 2020.
حينها أرسل الأسد برقية تعزية بعد ساعات من مقتل سليماني، اعتبر فيها أن استهداف سليماني “عمل عدواني غادر وجبان”.
إلا أنه لم يصدر أي بيان في الذكرة الأولى من مقتل سليماني العام الماضي، في حين تأتي الرسالة الحالية في ظل حديث عن محاولة بعض الدول العربية إبعاد النظام عن طهران عبر إعادة العلاقات معه.
وكانت وسائل إعلام تحدثت منذ تشرين الثاني 2021عن توتر في العلاقات بين نظام الأسد وإيران، خاصة مع انتقادات مسؤولين إيرانيين لضعف الاتفاقيات وحركة التجارة مع سورية، وبعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى سورية.
وما تبعه من تحركات تطبيع علاقات دول عربية مع النظام، ودعوة عدة دول بعودته إلى الجامعة العربية كمصر والجزائر والأردن والإمارات، فيما عارضت قطر والسعودية العودة.
التقارب العربي وخاصة عبر البوابة الإماراتية، رآه محللون أنه بداية إبعاد نظام الأسد عن إيران، أو تحجيم الدور الإيراني في سورية، ومحاصرة نفوذها الممتد على مختلف الأراضي السورية في مختلف المستويات، سواء على المستوى الإيديولوجي أو العسكري أو الاقتصادي.