شهدت “مكتبة الأسد” في العاصمة السورية دمشق، أمس الخميس حفلاً تأبينياً لقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، والذي قتل بغارة أمريكية في بغداد، قبل عامين.
وجاء تنظيم الحفل من قبل السفارة الإيرانية بدمشق، وتخلله كلمة لرأس النظام السوري، بشار الأسد ألقتها مستشارته الخاصة، بثينة شعبان.
ونشرت وكالة أنباء النظام (سانا)، اليوم الجمعة نص الكلمة التي ألقتها شعبان، وتضمنت في القسم الأعظم منها عبارات إشادة بـ”جهاد ونموذج قاسم سليماني في سورية”.
واعتبرت شعبان نقلاً عن الأسد أن “سليماني فهم جوهر الاستراتيجية المعادية لمحور المقاومة، وعمل من خلال كلّ مهمّة تصدّى لها على تقويض أسس هذه الاستراتيجية حيثما وجدت وبكلّ السبل المتاحة له”.
وأشارت إلى أنه “شكّل ظاهرة عسكرية وسياسية وثقافية وأخلاقية إسلامية وعربية”، مدعيةً أنه كان يهدف إلى الربط بين شعوب العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين.
وقبل مقتله بضربة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد أقدم سليماني أبرز قادة “الحرس الثوري” على هندسة التدخل والتغلغل الإيراني في سورية والعراق.
وانتشرت ميليشياته التي كان يدعمها على جميع الجغرافية السورية.
وشاركت إلى جانب قوات الأسد، في المعارك التي أطلقتها ضد المدنيين المناهضين لنظام الأسد والتشكيلات العسكرية المعارضة.
وفي مطلع عام 2020 كان الأسد قد منح “أرفع وسام في الجمهورية العربية السورية” لسليماني، والضالع بجرائم حرب في عدة بلدان عربية، في مقدمتها سورية والعراق.
وحينها اعتبر رئيس حكومة الأسد السابق، عماد خميس أن “منح الوسام يكشف مودة الأسد العميقة لسليماني وإخوانه في إيران”.
“الربط السككي”
في غضون ذلك كان اللافت في كلمة الأسد التي ألقتها شعبان الترويج لمشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسورية.
وقالت شعبان: “قد يشكّل الربط السككي والكهربائي بين إيران والعراق وسورية بداية طيبة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة تصبّ في خدمة أبنائها ومنعة دولها وازدهار شعوبها”.
وألمحت إلى أن قاعدة التنف الأمريكية “تهدف إلى عرقلة هذه المشروع”، مشيرة: “يعرفون حجم الخطورة من التواصل بين سورية والعراق، لأنّ هذا التواصل حيويّ لشعوبنا ويساهم مساهمة فعّالة في فكّ الحصار الظالم عن شعبينا ومقدرات بلدينا”.
وكان وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني، رستم قاسمي قد وقّع خلال زيارته إلى العراق، قبل أيام اتفاقاً مع الحكومة العراقية، يقضي ببدء الأعمال التنفيذية لمشروع “الربط السككي” بين “شلمجة” الإيرانية و”البصرة” العراقية بعد توقف دام 20 عاماً، وفق وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وتزامن إعلان تدشين المشروع، مع حديث وسائل إعلام إيرانية عن أهمية المشروع، خاصة أنه سيسمح لشبكات السكك الحديدية الموجودة في العراق بربط إيران بسورية، في طريق يمر من البصرة إلى بغداد، ومنها إلى مدينة القائم على الحدود العراقية- السورية.
وقالت وكالة “أنباء الطلبة” الإيرانية إن القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة “التنف” العسكرية على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسورية، لم تعد تشكل عائقا أمام إنجاز المشروع، موضحة أن المسار الحالي سيمر من القائم إلى دمشق عبر محافظة حمص، وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط.