استقدمت الميليشيات الإيرانية، خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية من جنوب دمشق إلى جبهات ريف حلب الشمالي، الفاصلة مع مناطق نفوذ “الجيش الوطني السوري”، حسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
وذكر موقع “نورث برس” المحلي، اليوم الاثنين، أن الميليشيات الإيرانية في الشمال السوري استقدمت التعزيزات من منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة في ريف حلب.
وهذه التعزيزات “هي الأضخم منذ 2016″، بحسب الموقع.
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية “رفعت أقصى درجات الاستعداد والتأهب في مناطق تل رفعت ومحيط نبل والزهراء، وزادت من تحصيناتها ومن عديد قواتها وتسليحها من خلال التعزيزات التي ضمت مقاتلين سوريين يعملون في صفوفها”.
ونقل الموقع الإخباري عن “أبو زينب” وهو قيادي في قوات “الدفاع المحلي” في ريف حلب قوله: “قواتنا في حالة تأهب كامل وبالوضع القتالي، فاندلاع شرارة المواجهات مع تركيا وفصائلها المسلحة قد يحصل في أي لحظة”.
وأضاف: “نتابع عن كثب التحركات التركية في ريف حلب الشمالي والتي توحي لنا كعسكريين بالحرب خاصة مع الأرتال العسكرية التركية التي دخلت عبر معبر باب السلامة الحدودي”.
وأشار “أبو زينب”، إلى أنَّ هناك “تنسيقاً كاملاً مع القوات الحكومية وقوات تحرير عفرين، فكلنا معنيين بهذه المواجهة في حال اندلعت شرارتها”.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد الانتشار في مناطق تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشرقي، بموجب “التفاهمات” التي عقدتها مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، من أجل صد أي هجوم تركي.
كما يأتي الانتشار المكثف لقوات الأسد وميليشيات إيران قبل يوم واحد من “قمة طهران” حول سورية، والتي ستجمع رؤساء تركيا وإيران وروسيا رجب طيب أردوغان وإبراهيم رئيسي وفلاديمير بوتين.
وذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم أن قوات الأسد استكملت في الأيام الماضية عملية “سد الثغرات” في جبهات عين عيسى بريف الرقة وتل تمر بريف الحسكة وتل رفعت ومنبج في ريف حلب.
وتحدثت الصحيفة أن النظام استقدم “مئات الجنود مع الأسلحة الثقيلة” إلى ريف منبج الغربي، أمس الأحد، حيث عبرت معبر التايهة، وتمركزت على خط التماس الفاصل مع مناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
وعلى الرغم من أن أنقرة لم تذكر نبل والزهراء كأهداف لعملياتها العسكرية المحتملة، إلا أنها ستقع في نطاق تركيا إذا سيطرت على تل رفعت.
ويُنظر إلى البلدتين مع تل رفعت على أنهما حاجز يحمي حلب.
وتقع نبل والزهراء شمال مدينة حلب بنحو عشرين كيلومتراً، وتضمان نحو أربعين ألف مقاتل، ينتمون إلى الطائفة الشيعية في محيط سني.
وتعتبر البلدتين قاعدتين بارزتين للنفوذ الإيراني في الشمال السوري، وكانت لإيران وميليشياتها الفضل الأكبر في فك الحصار عنهما، مطلع عام 2016.
وسبق وأن شهدت نبل والزهراء استعراضات واحتفالات كانت بصبغة إيرانية، آخرها مطلع عام 2021، في ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.