نشر فريق “منسقو الاستجابة” الإنساني أرقاماً توضح حجم الكارثة التي خلّفها الزلزال المدمّر في مناطق شمال وغرب سورية، في وقت ما تزال الأمم المتحدة تحجم عن إرسال المزيد من المساعدات إلى المناطق المنكوبة والمنكوبين.
وجاء في تقرير للفريق نشر، اليوم الاثنين، أن عمليات إحصاء النازحين من المناطق المتضررة من الزلزال ما تزال مستمرة، إذ وصل عددهم إلى 144,783 نسمة.
وكذلك الأمر بالنسبة لمسار رصد المباني المتضررة، والتي بلغ عددها12,122 مسكن، مع إحصاء 8160 مسكن أخرى ظهرت عليها التصدعات.
وتحدث الفريق عن زيادة عدد مراكز الإيواء الموجودة في المنطقة، وأنها هي غير كافية على استيعاب النازحين أو تأمين الاحتياجات الخاصة بهم.
في غضون ذلك وحتى تاريخ يوم الاثنين لم ترسل المتحدة سوى 62 شاحنة فقط من المساعدات الإنسانية معظمها لا يصلح للتعامل مع الأزمة الحالية.
وقال الفريق: “هناك مراوغات كبيرة من الأمم المتحدة لفسح المجال أمام النظام السوري لإدخال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس، على الرغم من جهوزية ستة معابر حدودية لدخول المساعدات”.
كما حذّر الأمم المتحدة من أي محاولة لإدخال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس كونها مرفوضة بشكل قطعي من المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني.
وقبل يومين كانت فرق “الدفاع المدني السوري” قد أعلنت أن مسار جهودها في الاستجابة للكارثة قد اتخذ منحى انتشال الجثث من تحت الأنقاض، بعدما باتت فرص العثور على أحياء “ضئيلة”.
ورغم أن “الدفاع المدني” ومنظمات إنسانية أخرى ناشدت الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والخاصة بتقنيات الحفر والانتشال، إلا أن الأخير لم تستجب لهذه الدعوات، بينما أقر مسؤول فيها يوم الأحد بـ”التقصير بالاستجابة”.
ومنذ المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة من أجل التصويت على إدخال المساعدات إلى شمال سورية، من عدة معابر، وليس من خلال “باب الهوى” فحسب.
ومنذ عام 2014، تمكنت الأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في الجزء الشمالي الغربي من سورية، بموجب تفويض من مجلس الأمن. لكنه يقتصر حالياً على استخدام معبر حدودي واحد فقط، هو “باب الهوى”.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في بيان لوكالة “رويترز”: “في الوقت الحالي كل ساعة مهمة. الناس في المناطق المتضررة يعتمدون علينا”.
وأضافت: “لا يمكننا أن نخذلهم – يجب أن نصوت على الفور على قرار يستجيب لدعوة الأمم المتحدة للسماح بمعابر حدودية إضافية لإيصال المساعدات الإنسانية. حان الوقت للتحرك بسرعة وبهدف”.