اعتبرت “الإدارة الذاتية” أن الاجتماع الرباعي الذي عقد في موسكو ضمن عملية “بناء الحوار” بين تركيا والنظام السوري يستهدف “مشروعها” في مناطق شمال وشرق سورية.
وقال بدران جيا كرد، رئيس “دائرة العلاقات الخارجية”، اليوم الجمعة، إن الاجتماع الأخير بموسكو “يأتي في سياق تمهيدي لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، وهو استمرار لاجتماعات أستانة، لكن بنسختها السياسية الجديدة”.
وأضاف لصحيفة “الشرق الأوسط“: “الشعب السوري لا يعلق آمالاً مرجوة من هكذا اجتماعات”، ويعزو السبب إلى أن الأزمة السورية بات لها “بُعد دولي وأممي، ولا يمكن للقاءات ثنائية أو ثلاثية أن تحدد الملامح الأساسية للحل السياسي النهائي”.
وبينما أشار المسؤول في “الإدارة الذاتية” إلى أن الخطوة الرباعية تستهدف كيان الأخيرة في شمال وشرق سورية، استبعد التوصل إلى أي “توافقات جديدة في ظل الظروف الراهنة”.
وكانت العاصمة الروسية موسكو شهدت، مطلع الأسبوع الحالي، اجتماعاً رباعياً على مستوى نواب وزراء الخارجية بين تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران.
ويعتبر الاجتماع ثاني محطات عملية “بناء الحوار” بين تركيا ونظام الأسد، والتي بدأت العام الحالي باللقاء على مستوى رؤساء الاستخبارات ووزراء الدفاع.
وحتى الآن لا يعرف مستقبل العلاقة التي ستكون في المرحلة المقبلة بين أنقرة والنظام، وخاصة وأن الأخير تتمسك بعدة شروط من أجل الدفع بعملية الحوار، وعلى رأسها انسحاب القوات التركية من شمال سورية.
وفي المقابل تشير تصريحات المسؤولين الأتراك إلى أن عملية الانسحاب لن تكون واقعية على الأرض، وأن النظام السوري يحاول “تخريب العملية” التي بدأت قبل أشهر.
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين في مقابلة أذيعت على قناة “إن تي في” أن “الجانب السوري يجب أن يكون أكثر إيجابية من أجل دفع العملية دون شروط مسبقة”.
وقال: “نحن في بداية العملية، بالنظر إلى عمق المشكلة وتعقيد القضايا”.
وبينما ترى أنقرة “وحدات حماية الشعب” في شمال وشرق سورية على أنها “إرهابية” وترتبط بـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف على قوائم الإرهاب الدولية، يعتبر النظام السوري بأنها تسعى لـ”الانفصال عن سورية”، وبالتالي يتقاطعان في هذا القاسم المشترك.
لكن في المقابل تدعم تركيا فصائل “الجيش الوطني السوري” في شمال سورية، وتعتبرها جسماً عسكرياً “حليفاً”، فيما يصنفها النظام السوري “مجموعات إرهابية”.