أعلنت “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية أنها تتناقش مع نظام الأسد، من أجل توسيع “تفاهم حماية الحدود”، الذي تم التوصل إليه في عام 2019، عقب عملية “نبع السلام” التركية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون الأتراك، على رأسهم الرئيس، رجب طيب أردوغان نيتهم إطلاق عملية عسكرية، تستهدف مواقع انتشار “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال سورية.
وقال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية”، بدران جيا كرد في تصريحات صحفية، اليوم السبت، إنه “يوجد تفاهم مع دمشق على حماية الحدود”، وإنهم يناقشون توسيعه “لردع أي هجوم تركي محتمل”.
وأضاف المسؤول الكردي بأن “هناك تفاهماً على حماية الحدود منذ عام 2019، والآن يتم النقاش بوساطة روسية، لتوسيع ذلك التفاهم بما يخدم مصلحة المنطقة والاستقرار فيها”.
ومنذ إطلاق تركيا لتهديداتها بشن عملية عسكرية شمالي سورية أصدر النظام السوري سلسلة بيانات، هاجم فيها التحركات التركية، ووصفها بـ”العدوان الجديد”.
ورغم إبداء معارضته للعملية، لم يتطرق إلى أي نوع من التفاهمات مع “الإدارة الذاتية” أو “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وكان مسار التفاهم والنقاش بين “الإدارة الذاتية” ونظام الأسد قد بدا واضحاً بشكل أساسي عقب عملية “نبع السلام”، التي سيطرت بموجبها تركيا وفصائل “الجيش الوطني” على مساحة واسعة، تصل بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وفي ذلك الوقت أعلنت “قسد” عن اتفاق يتيح دخول “حرس الحدود السوري” إلى مناطق حدودية في شمال سورية، من أجل إبعاد أي هجوم تركي على المنطقة.
وذلك ما حصل بالفعل، لتنتشر قوات الأسد في مناطق متفرقة في شمال وشرق سورية، بينما وضعت موسكو أول موطئ قدم لها، حينها، بإنشائها قاعدة في مطار القامشلي بريف محافظة الحسكة.
وكانت مفاوضات جرت بين “قسد” ونظام الأسد برعاية روسية، العام الماضي، بعد تهديدات تركية مماثلة حول دخول قوات الأسد إلى المنطقة، إلا أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.
وفي حديث سابق لـ”السورية.نت” قال الباحث المساعد في “مركز عمران للدرسات الاستراتيجية”، أسامة شيخ علي، إن “قسد” لا تقدم “تنازلات مجانية”، بالاتفاق مع النظام السوري، بقدر “ما هي محاولة من جانبها للموازنة بين الخطر التركي، وخطر النظام عليها”.
وأضاف الباحث: “قسد تعتبر الخطر التركي وجودي، بينما النظام فهناك وسيط روسي يسعى لتحقيق التفاهمات”.
وأوضح شيخ علي، أنه وفي حال حصلت عملية عسكرية تركية جديدة “من غير المتوقع أن يحصل شيء مختلف عن العمليات السابقة”، مشيراً: “بذات الطريقة، وربما ستسمح قسد لدخول جزء من قوات النظام إلى مناطقها كحرس حدود”.