اتهمت “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية النظام السوري بعرقلة عمليات إجلاء السوريين من السودان، وقالت إن الأخير أقدم على نسب “جهودها” إليه خلال الأيام الماضية.
وجاء في بيان لـ”الإدارة“، اليوم الجمعة أن “لجانها المختصة أبدت عزمها على ترتيب رحلات أخرى لإجلاء المزيد من المواطنين العالقين في السودان، إلا أن حكومة دمشق وقفت عائقاً”.
وأضاف البيان أيضاً أن النظام “يعمل على التضليل الإعلامي على حساب الحالة الإنسانية للمواطنين السوريين”.
من يجلي السوريين؟
وكانت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية قد نقلت عن دبلوماسي سوري في الخرطوم قوله، أمس إن “عدد السوريين الذين عادوا من السودان إلى أرض الوطن منذ بدء الأحداث في السودان حتى اليوم بلغ 6 آلاف مواطن”.
وأضاف المصدر أن “آخر الدفعات تضمنت 170 مواطناً”، وأن “السفارة السورية في الخرطوم بخير وتواصل أعمالها ولم تتعرض لأي اعتداء”.
لكن بيان “الإدارة الذاتية” كذّب المعلومات التي أوردها إعلام النظام.
وأوضح أن “الإدارة استطاعت من إجلاء 369 من مواطني شمال وشرق سورية من السودان، نتيجة حالة الحرب الدائرة هناك عبر ثلاث رحلات”.
وجاء في التفاصيل أن لجانها كانت قد رتبت هذه إحدى الرحلات، واتفقت مع شركة أجنحة الشام الخاصة لإيصالهم إلى مطار القامشلي، إلا أن السلطات في دمشق قد منعت الشركة من إيصال العالقين، وقامت بتنزيلهم في مطار دمشق”.
ومنع النظام السوري ترتيب أي رحلات أخرى من قبل الشركة التي اتفقت معها “الإدارة الذاتية” لإجلاء مواطنين آخرين عالقين في أتون الحرب السودانية.
“تقليل الأعداد”
وكان نظام الأسد قد قلل عدد السوريين المقيمين في السودان، وقال إنهم فقط نحو 30 ألفاً، قُتل منهم 15 شخصاً خلال الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وقال القائم بأعمال سفارة النظام في الخرطوم، بشر الشعار لإذاعة، أواخر أبريل الماضي، إن الخارجية تعمل على “تنظيم عمليات تسجيل أسماء الراغبين بالعودة إلى سورية، للجالية التي تقدر بـ 30 ألف شخص”.
ووصف الوضع في السودان بـ”الصعب”، مشيراً في حديثه لصحيفة “الوطن” إلى أن بعض السوريين في السودان تعرضوا إلى “عمليات سلب وسرقة من عصابات تستغل حالة الفوضى والفلتان الأمني الحاصلة في السودان”.
وأضاف أن شركة “أجنحة الشام للطيران” تعمل على تسيير رحلة إجلاء من مدينة بور سودان إلى سورية. ولا يوجد إحصائيات دقيقة لعدد اللاجئين السوريين في السودان، إذ تشير أرقام غير رسمية إلى وجود أكثر 100 ألف سوري.
في حين تحدثت تقارير إعلامية العام الماضي، عن وجود أكثر من 150 ألف سوري في السودان، حسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية. وكانت السودان تعتبر خياراً لكثير من السوريين الراغبين بالخروج من سورية.
إلا أنه في 2020 فرضت الحكومة الانتقالية السودانية، قيوداً على دخول السوريين، واشترطت الحصول على تأشيرة لدخول أراضيها.
ومنذ اندلاع المعارك وسط العاصمة السودانية وفي مناطق أخرى، قبل أسبوغين، يعيش السكان هناك ظروفاً خطيرة، إذ تشهد العاصمة اشتباكات بين طرفي الصراع، إضافة لحوادث قتل ونهب نتيجة الفلتان الأمني.