أصدر “المجلس الإسلامي السوري” بياناً علّق فيه على التطورات التي استجدت على صعيد علاقة تركيا بالنظام السوري، والتي تمثلت بعقد لقاء لأول مرة منذ أكثر من عقد على مستوى وزراء الدفاع في العاصمة الروسية موسكو.
وجاء بيان المجلس الذي نشر، اليوم الجمعة، ضمن دعوة أكدت على وثيقة “المبادئ الخمسة للثورة السورية”، والتي كان قد أطلقها في عام 2015.
وقال البيان: “فقد أخذنا على أنفسنا العهد ألا نكون شهود زور على مشاريع تصفية الثورة السورية، وإننا نرى دعوات التطبيع والمصالحة مع النظام المجرم تترى على قدم وساق فإننا نؤكد أن الموت ونحن نتجرع السم أهون ألف مرة من أن نصالح عصابة الإجرام التي دمرت سورية وأبادت أهلها”.
وأضاف المجلس: “إن مصالحة تلك العصابة تعني أن يموت شعبنا ذلاً وقهراً، وتعني بيع دماء الشهداء الذين مضوا وهم ينشدون كرامة سورية وعزّة أهلها”.
ودعا المجلس الإسلامي إلى الثبات على مطالب الثورة السورية، والتمسك بوثيقة المبادئ التي أصدرها من قبل.
ويعتبر بيان “الإسلامي السوري” الأول من جانب المؤسسات المحسوبة على المعارضة السورية، بعدما أعلنت تركيا والنظام السوري عقد لقاء في موسكو، ضم وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار ونظيره التابع لنظام الأسد، بالإضافة إلى رؤساء المخابرات.
وجاء اللقاء بعد سلسلة تصريحات رسمية أطلقها المسؤولون في أنقرة، على رأسهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ كرر مؤخراً عبارة: “لا استياء وخلاف أبدي في السياسة”.
ما هي المبادئ الخمسة؟
وفي سبتمبر/أيلول من العام 2015 كان “المجلس الإسلامي” قد أطلق وثيقة “المبادئ الخمسة للثورة السورية”، في مؤتمر صحفي حضره شخصيات سياسية وعسكرية ودينية، في مدينة اسطنبول التركية.
وتلا حينها الدكتور حسان الصفدي، عضو الأمانة العامة للمجلس الإسلامي، بيان الوثيقة وبنودها والموقعين عليها من “هيئات شرعية وقضائية وفصائل ثورية وكيانات سياسية ومنظمات وروابط المجتمع المدني والمجالس المحلية والشخصيات والرموز الوطنية”.
وحدد البيان 5 مبادئ أساسية للثورة السورية، رعاها المجلس الإسلامي “لتحقيق توافق بين الكيانات والفصائل الثورية على مجموعة مبادئ وثوابت وطنية، ولقطع الطريق على المحاولات التي تبذل لإجهاض الثورة السورية وإعادة تأهيل نظام الأسد”، وهي:
1- إسقاط بشار الأسد وكافة أركان نظامه، وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
2- تفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى.
3- خروج كافة القوى الأجنبية والطائفية والإرهابية من سـورية، ممثلة بالحرس الثوري الإيراني، و”حزب الله”، وميليشيا “أبي الفضل العباس”، وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
4- الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً واستقلالها وسيادتها وهويـة شعبها.
5- رفض المحاصصة السياسية والطائفية.
وتأسس “الإسلامي السوري” في عام 2014، حيث يضم نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنة والجماعة في الداخل والخارج، كما يضم الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء سورية.
ويرأس المجلس منذ تلك فترة الإعلان الشيخ أسامة الرفاعي، أحد كبار علماء سورية، وهو رئيس “رابطة علماء الشام” أيضاً، فيما انتخب مؤخراً “مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية”.