الإمارات تغرّد خارج السرب: لن نكون جزءاً من محور ضد إيران
قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، اليوم الجمعة، إن بلاده تعمل على إرسال سفير إلى طهران، مع سعيها إلى إعادة بناء العلاقات معها، مضيفاً أن “النهج التصادمي مع إيران ليس شيئاً تدعمه أبوظبي”.
وفي حديثه إلى الصحفيين قبيل زيارة رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى باريس، تابع قرقاش: “محادثاتنا مستمرة… نحن نعمل على إرسال سفير إلى طهران. كل مجالات إعادة بناء العلاقات جارية”.
لكنه أضاف أن أبوظبي، لا تزال تتشارك مخاوف تتعلق بأنشطة إيران في المنطقة، لكنها تريد العمل بجد لإيجاد حلول دبلوماسية.
ورداً على سؤال بشأن الحديث عن تحالف مناهض لإيران لمواجهة أنشطتها في المنطقة، اعتبر المسؤول الإماراتي أن وجود تحالف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي هو مفهوم “نظري”، وأن المواجهة ليست خياراً بالنسبة لأبوظبي.
وتابع قائلاً: “نحن منفتحون على التعاون، لكن ليس التعاون الذي يستهدف أي دولة أخرى في المنطقة، وأذكر على وجه الخصوص إيران”.
وأضاف: “الإمارات لن تكون طرفاً في أي مجموعة من الدول التي ترى في المواجهة توجهاً، لكن لدينا مشاكل جدية مع إيران بخصوص سياستها في المنطقة”.
وحسب وكالة “رويترز” فإن الإمارات تحاول تحقيق التوازن بين حليفتها المقربة واشنطن وصديقتها الجديدة إسرائيل، وعدوتها القديمة إيران، مع سعيها لتجنب التوتر في المنطقة، الذي من شأنه تقويض طموحاتها الاقتصادية، إضافة لتعزيز قدراتها العسكرية.
“تعهد” ضد إيران
وتتزامن الخطوة الإماراتية المتوقعة في التقرب مع إيران، مع توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، تعهداً مشتركاً أمس الخميس، بالعمل على عدم تملك إيران لسلاح نووي.
وجاءت الخطوة، بعد يوم من قول بايدن إنه منفتح على اللجوء لاستخدام القوة ضد إيران “كملاذ أخير”، في ظل الجمود الذي أصاب جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل للتمهيد لتحالف أمني في الشرق الأوسط مع دول عربية، يربط أنظمتها الدفاعية الجوية معاً، لمواجهة هجمات إيرانية بصواريخ وطائرات مسيرة.
من جهته، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد توقيع الاتفاق، الولايات المتحدة وحلفاءها من “زعزعة أمن الشرق الأوسط” مهدداً بـ”برد قاسٍ”.
وتوجه رئيسي بالقول: “الأمة الإيرانية لن تقبل بأي انعدام للأمن أو أزمة في المنطقة، وأي خطأ في هذه المنطقة سيتم التعامل معه برد قاس”، وذلك في خطاب متلفز ألقاه في محافظة كرمانشاه.
“ناتو” للشرق الأوسط
وتأتي نية التقارب الإماراتية اتجاه إيران أيضاً، في ظل الحديث الدائر عن مشروع “ناتو الشرق الأوسط”، والذي تردد خلال الفترة الأخيرة، على لسان الملك الأردني عبدالله الثاني.
وفي الوقت الذي كشف فيه العاهل الأردني، أن “المشروع” يمكن أن يتم مع الدول التي تشاطره الرأي، أشار إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا “ساعد بالفعل في توحيد دول الشرق الأوسط”.
ولم يدلِ الملك الأردني بتصريحاته في 26 يونيو/ حزيران الماضي، بتفاصيل أكثر، وخاصة من زاوية هوية الدول التي ستشارك فيه، والأهداف المحددة له، لاسيما مع المعطيات التي تشير إلى أنه سيكون ندّاً لمواجهة الوجود الإيراني في المنطقة العربية، وبمشاركة رئيسية من جانب إسرائيل.