الباب..مخاوف من “انهيار” العملية التعليمية مع استمرار إضراب المعلمين
يواصل معلمون في ريف حلب الشرقي إضرابهم عن العمل، عبر تنظيم وقفات احتجاجية، أصروا خلالها على تنفيذ مطالبهم التي نادوا بها قبل أيام، والمتمثلة بزيادة الرواتب وتحسين واقع القطاع التعليمي في المنطقة.
وفي ظل غياب أي بوادر استجابة، هددت المجالس المحلية في مدن الباب وبزاعة وقباسين، باقتطاع رواتب المعلمين وفصلهم من عملهم، في حال لم يعودا لعملهم بعد يوم غد الأربعاء، الموافق 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
لا استجابة حتى اليوم
يقول السيد عمر ليلى، مسؤول مجمع المخميات في منطقة اعزاز، وأحد منسقي الإضراب، إنهم نظموا وقفات احتجاجية منذ الرابع عشر من الشهر الحالي، في مدارس مخميات ريف اعزاز، ورفعوا المطالب عبر المنسقين الأتراك الموجودين في مديريات التربية إلى الجانب التركي المسؤول عن قطاع التعليم في شمال حلب.
وأشار في حديثه لـ”السورية نت” أنه “لا توجد أي استجابة” لمطالبهم حتى الآن، ما دفعهم إلى تشكيل “غرف لتنسيق جهود المعلمين”، وترشيح مندوب من كل مدرسة والتنسيق المستمر مع المعلمين والمدارس في شمال حلب.
وأضاف: “في بداية الثورة عمل المعلم متطوعاً لمدة عامين ثم بدأت بعدها عدة منظمات بدعم التعليم بشكل متقطع، تارة عن طريق التربية وتارة بشكل فردي، أما الآن بالنسبة للمدارس من عفرين حتى جرابلس فهي تحت الإدارة التركية حيث تتبع مديريات التربية فيها للتربية والتعليم التركية”.
وأوضح مسؤول مجمع المخيمات أنه تم تقديم منحة شهرية للمعلم بدأت بـ 500 ليرة تركية عام 2018 وبعد عامين وصلت لـ 750 ليرة، مع توكيل منظمات إنسانية بتأمين مستلزمات العملية التعليمية من بناء مدارس وترميمها ومستلزمات الطباعة والكتب.
ويشتكي معلمون في منطقة الباب من تدني أجورهم في ظل الغلاء الحاصل، معتبرين أن الرواتب لا تكفيهم أسبوعاً واحداً، خاصة في ظل انخفاض قيمة الليرة التركية خلال الأسابيع الماضية، وارتفاع أسعار المعيشة عموماً في أسواق الشمال السوري.
وفي هذا الإطار، أوضح عمر ليلى، أحد منسقي الإضراب، أن الظروف الحالية دفعت المعلمين للمطالبة بتحسين أوضاعهم المادية وزيادة الراتب المقدم لهم وعدم اعتباره منحة، بما يتناسب مع مجهود المعلم ومستوى دخل الفرد في تركيا.
وقال: “المعلم السوري في تركيا يصل راتبه لـ 2000 ليرة تركية، ونحن نطالب برفع أجور المعلمين في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون إلى 2000 ليرة أيضاً، ونسعى لإيصال رسالة لمديريات التربية التابعة للمجالس المحلية وإلى مديريات التربية التركية والمنظمات الإنسانية بتحسين واقع المعلمين”.
وجددت مدارس قباسين وبزاعة والباب شمال شرق حلب، دعوتها للاستمرار بالإضراب أمس الإثنين، حتى تحقيق المطالب التي تم تحديدها سابقاً بتحسين وضع المعلم وزيادة راتبه ليتناسب مع الأوضاع المعيشية التي تعيشها المنطقة.
وأصدر ممثلون عن المعلمين بياناً أمس، قالوا فيه إنهم سيستمرون في إضرابهم حتى تحقيق المطالب، ودعوا إلى “عدم الإصغاء إلى الأصوات الشاذة التي تحاول النيل من وحدة الصف”.
معلمون يشتكون
يعتبر محمد حج محمد في حديثه لـ”السورية.نت”، وهو مندوب مدرسة المجد في تنسيق احتجاجات المعلمين، أن “وضع المعلم في الشمال السوري معروف(..)لا يخفى على أحد الظروف الصعبة التي يعانيها”، فـ”راتب المعلم الذي تم تعيينه منذ سنة 700 ليرة تركية والذي تعين منذ أكثر من سنة 750 ليرة تركية والمدير 800 ليرة تركية، وهو مبلغ زهيد لا يتناسب مع الأوضاع المعيشية”، حسب قوله.
وأكد ذلك محمد نور حاج عثمان، مندوب مدرسة المحبة، مطالباً “بزيادة الرواتب أولاً ثم تعويض نقص المعلمين في تغطية الصفوف التعليمية، وتحسين الواقع التعليمي والصحي في مدارس المخيمات”.
وأضاف لـ”السورية.نت”، أن “الراتب يجب أن لا يقل عن 2000 ليرة تركية لتأمين حياة معيشية كريمة للمعلم تتناسب مع الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة، في ظل ارتفاع الأسعار من مواد غذائية ومحروقات وغيره”.
وأثارت الإضرابات الأخيرة مخاوف لدى الأهالي من انهيار التعليم في هذه المناطق وانعكاساته الخطيرة على الوضع بشكل عام، خاصة أنه يهدد مستقبل أبنائهم ويشجع على عمالة الأطفال وغيرها من الظواهر السلبية التي قد تصيب الأطفال المتوقفين حالياً عن الدراسة.
إلا أن المجالس المحلية في الباب وقباسين وبزاعة أصدرت بيانات متزامنة، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إنه سيتم الاقتطاع من رواتب المعلمين بعدد الأيام التي تغيبوا فيها عن الدوام في المدارس، وفي حال لم يعودوا لعملهم بعد يوم غد الأربعاء سيتم فصلهم من وظائفهم.
واعتبرت المجالس، أن ذلك يصب في إطار حماية حقوق الأطفال في المنطقة، ومنها حق التعليم.