البرلمان الإيراني يستدعي ظريف.. والأخير يعلّق على التسجيل المسرّب
استدعى البرلمان الإيراني، اليوم الأربعاء، وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف، للاستماع إلى شهادته في مسألة التسجيل المسرّب له.
وذكرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان، استدعت ظريف لاستجوابه بشأن محادثته مع الاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز، والتي انتقد فيها قائد “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني.
ونقلت الوكالة عن ممثل لجنة الأمن القومي، أبو الفضل عموئي، أن اللجنة أرسلت رسالة إلى ظريف أبلغته فيها بحضور الاجتماع الأول للجنة، والذي سينعقد خلال الأسبوعين المقبلين.
وأضاف أن الاجتماع سيناقش محورين اثنين، الأول تقديم توضيحات من قبل وزير الخارجية محمد جواد ظريف حول التسجيل المسرب وكيفية وصوله للصحفيين، والثاني الرد على الأسئلة حول أداء وتصرفات وزارة الخارجية الإيرانية مؤخراً.
وكان موقع “إيران انترناشيونال” الإيراني المعارض، نشر تسجيلاً لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يهاجم فيها قائد “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني، بسبب تدخلاته في العمل الدبلوماسي، ولأنه “ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري”.
وأفاد الموقع أن تصريحات ظريف جاءت في مقابلة مع الاقتصادي الموالي للحكومة، سعيد ليلاز، وأجريت في مارس/ آذار الماضي، وأجاب فيها ظريف على أسئلة حول سياسات وزارة الخارجية خلال فترة ولايته.
وأثار التسجيل ردود فعل غاضبة ضد ظريف داخل إيران، حيث انتقدته وكالات أنباء إيرانية محسوبة على “الحرس الثوري” الإيراني، ومن بينها وكالة “تسنيم” و”فارس”.
ظريف يبرر ولا يعتذر
بدوره، رد وزير الخارجية الإيراني على التسجيل المسرب، معرباً عن أسفه من الجدل والصراع الداخلي الذي أحدثه التسجيل، وأشار إلى أن الحديث المسرب أُسيء فهمه وتم تفسيره على أنه “نقد شخصي”.
وقال ظريف في منشور له عبر حسابه في “أنستغرام”، أمس الثلاثاء، “أسفت جداً لأن الحديث النظري السري بشأن الحاجة إلى التآزر بين الدبلوماسية والمجال (العسكري) تحول إلى صراع داخلي”.
وأضاف أن الهدف من حديثه في التسجيل كان التأكيد على “الحاجة إلى تعديل ذكي للعلاقة بين الدبلوماسية والجيش”.
وعن علاقته بقاسم سليماني، أوضح ظريف: “لقد حظيت بشرف الصداقة العميقة والتعاون مع الحاج قاسم (سليماني) لأكثر من عقدين”، متحدثاً عن “إنسانية سليماني وشجاعته”.
في حين قال ظريف في التسجيل المسرب: “لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء. كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سورية، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلا طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سورية ورفض”.
واعتبرت وكالة أنباء “تسنيم” أن ظريف قدّم تبريراً لحديثه في التسجيل المسرب، إلا أنه لم تكن هناك أي علامة على الاعتذار في منشوره، عكس التوقعات.
يُشار إلى أن مقابلة ظريف مع الصحفي الاقتصادي الموالي مدتها 3 ساعات، وكان من المقرر أن تُنشر على أجزاء بعد انتهاء الحكومة الحالية.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمر بفتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن تسريب التسجيل “المسروق”، معتبراً أن هدفه “إثارة الشقاق والخلاف” في إيران في وقت تدور فيه محادثات حول “الاتفاق النووي”.