أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) انتهاء التحقيق في تقارير، تفيد بمقتل 70 مدنياً بغارة جوية أمريكية استهدفت بلدة الباغوز شرقي سورية، عام 2019.
ونشر البنتاغون نتائج التحقيق عبر موقعه الرسمي، أمس الثلاثاء، معلناً عدم ارتكاب القوات الأمريكية أي مخالفات لقواعد الاشتباك المتّبعة، أو إهمالها عمداً سلامة المدنيين في أماكن الاشتباك.
وبحسب التحقيق، فإن قائد القوات البرية الأمريكية في “التحالف الدولي” تلقى طلباً من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لمؤازرتها وتنفيذ ضربة جوية على الباغوز، بحجة وجود نشاط لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” فيها.
وأضاف أن “قسد” أكدت عدم وجود مدنيين في المنطقة، ما دفع قائد القوات الأمريكية لإعطاء أوامر بتنفيذ الغارة الجوية، ليتبين لاحقاً وجود مدنيين في الموقع.
واعتبر التحقيق أن القوات الأمريكية لم تتعمد قتل مدنيين في الباغوز، مدعيّاً “عدم حصول أي خرق لقواعد الاشتباك أو قانون الحرب (…) وأن قائد القوات البرية الأمريكية لم يتسبب عن عمد أو إهمال بسقوط ضحايا مدنيين”.
وثائق “أرشيف البنتاغون المخفي”: أخطاء استخبارية قتلت مدنيين في سورية والعراق
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كشفت في تحقيق لها، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن مقتل ما لا يقل عن 70 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في بلدة الباغوز شرق سورية في مارس/آذار 2019، بعد شن طائرات أمريكية غارتين، وإلقاء قنابل بـ2500 رطل.
واتهمت الصحيفة القيادة الأمريكية بإخفاء الحادثة، وعدم اعترافها علناً بمقتل مدنيين، مشيرة إلى أن المفتش العام المستقل في وزارة الدفاع بدأ تحقيقاً بالأمر، لكن التقرير الذي يحتوي على نتائجه تم تعطيله وتجريده من أي إشارة إلى الضربة.
وأعلن البنتاغون عقب ذلك فتح الملف مجدداً، حيث ظهرت نتائج التحقيق النهائي أمس الثلاثاء.
وبحسب التحقيق، فإن الإدارة الأمريكية ارتكبت “أوجه قصور إداري” حين أخّرت التحقيق بالغارة الجوية ومقتل مدنيين فيها، ما أعطى انطباعاً بأنها محاولة للتستر على الأمر وإخفائه.
وفي تفاصيل الحادثة التي تعود لعام 2019، قال صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “في الأيام الأخيرة من المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في سورية، عندما حوصر أعضاء من دولة الخلافة الشرسة في حقل ترابي بجوار بلدة تسمى الباغوز، حلقت طائرة دون طيار عسكرية أمريكية في سماء المنطقة، بحثاً عن أهداف عسكرية، لكنها لم تشهد سوى حشداً كبيراً من النساء والأطفال متجمعين على ضفة نهر”.
وأضافت أن “طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار من طراز F-15E، أسقطت قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، أتبعه إسقاط طائرة ثانية قنبلة أخرى بوزن 2000 رطل، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً”، مؤكدة أن الهجوم كله استغرق حوالي 12 دقيقة.
إلا أن “القيادة المركزية الأمريكية” اعتبرت حينها أن الضربة “مبررة”، وادعت أن القنابل قتلت 16 مقاتلاً وأربعة مدنيين، مضيفةً: “أما بالنسبة للقتلى الستين الآخرين، فإنه لم يتضح أنهم مدنيون، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن النساء والأطفال في الدولة الإسلامية حملوا السلاح في بعض الأحيان”.