التنظيم وعبدي على الخط.. ما آخر المستجدات في دير الزور؟
تترقب محافظة دير الزور تداعيات المواجهة التي استمرت 11 يوماً، والمشهد الذي ستكون عليه في الأيام المقبلة، ولاسيما بعد الرسالة الأخيرة التي وجهها شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قد أعلنت أول أمس أنها “أجرت عمليات تمشيط في ذيبان” مسقط رأس الهفل، لكن الأخير وجه رسالة الخميس دعا فيها العشائر العربية “للاستمرار بالصمود”.
وأكد الهفل أن القتال مستمر مع “قسد” وأن الحرب “كر وفر”، مردفاً أن “النصر لنا ونحيا أو نموت بشرف وبكرامة”.
وفي أعقاب ذلك برز خلال الساعات الماضية موقفان الأول من جانب قائد “قسد”، مظلوم عبدي، والثاني من جانب تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي ما تزال خلاياه تنشط في المنطقة.
وقال عبدي لوكالة “رويترز” إنه “التقى بزعماء القبائل وسيحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين الذين ثاروا واعتقلوا أثناء قمع قوات سوريا الديمقراطية للاضطرابات”.
وأضاف: “لدينا قرار بإصدار عفو عام عن المتورطين. لقد أطلقنا بالفعل سراح نصف المعتقلين، وسنطلق سراح الباقين”.
ووعد قائد “قسد” باستضافة اجتماع واسع النطاق مع وجهاء القبائل العربية وممثلين آخرين من دير الزور لمعالجة المظالم القائمة منذ فترة طويلة، من التعليم والاقتصاد إلى الأمن.
وعندما سُئل عن كيفية تخطيطه لمعالجة المظالم، أقر عبدي على نطاق واسع بوجود “عيوب” في مدى شمول المجالس المحلية لمختلف القبائل، وتابع: “هناك ثغرات، وكانت هناك أخطاء على الأرض”.
في غضون ذلك علّق تنظيم “الدولة الإسلامية” على المواجهات التي حصلت في دير الزور خلال الأيام الماضية، وضمن تقرير نشرته وكالة “النبأ” الناطقة باسمه كان لافتاً إلى أنه “كفّر كل من مقاتلي العشائر وقسد”.
واعتبر التنظيم أن الحرب التي اندلعت “داخلية بين ميليشيات حزب بي كي كي”، مضيفاً: “اليوم تنقسم على نفسها بين مكون كردي وآخر عربي، وكلاهما قاتل وما يزال في سبيل الطاغوت. اختلاف السادة دوماً يتبعه اختلاف العبيد”، وفق تعبيره.
وتكتسب بلدة ذيبان التي قالت “قسد” إنها أجرت عمليات “تمشيط” فيها أهمية كبيرة لدى مقاتلي العشائر كونها تعتبر معقل الشيخ إبراهيم الهفل الذي يقود المعارك.
إلا أن المدينة شهدت، خلال الساعات الماضية، معارك كر وفر. وحسب مواقع محلية فإن المقاتلين شنوا هجوماً على حاجز السراب بين بلدتي الطيانة وذيبان بريف دير الزور. كما شهدت أحياء بلدة الطيانة اشتباكات بين مقاتلي العشائر وقوات “قسد”.
ودفعت الانتفاضة التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تعكس المظالم العربية المتزايدة إلى بذل جهود أمريكية لوقف التصعيد، مع احتمال أن يستغل تنظيم “الدولة” أو رأس النظام السوري، بشار الأسد أي صراع مستمر.
واشتكى السكان العرب من الإدارة التي يقودها الأكراد، قائلين إنها تميز ضدهم ولا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية في المنطقة.
وتعهد عبدي في حديثه لرويترز بإعادة هيكلة كل من المجلس المدني الذي يحكم المحافظة ومجلس دير الزور العسكري.
وبينما قال إن “قوات سوريا الديمقراطية لن تنسحب من المنطقة”، أضاف: “نحن منفتحون على كل الانتقادات وسندرسها جميعاً وسنتغلب عليها… والنتيجة ستكون عودة قوات سوريا الديمقراطية بكل مكوناتها بشكل أقوى”.
في حين اتهم النظام السوري بالقيام بدور في إثارة الاضطرابات، قائلاً إن “قواته اعتقلت مقاتلين مرتبطين بدمشق انضموا إلى المتمردين القبليين، وإنهم لن يطلق سراحهم من خلال العفو العام”.