“الجولاني والقحطاني” يرسمان حدوداً لـ”الجهاد” برسالتين للغرب
يسعى زعيم “هيئة تحرير الشام” وأبرز قياديها إلى نزع صفة “الإرهاب” عن الجماعة، موجهين رسالتين لافتتين للغرب نقل تفاصيلها الصحفي وسيم نصر.
ويعمل نصر في قناة “فرانس 24″، وكان قد أجرى زيارة إلى إدلب قبل أسابيع، والتقى الجولاني والقيادي في “الهيئة”، أبو ماريا القحطاني.
ونقل الصحفي عن الجولاني قوله إنه “لم يعد هو وجماعته ملتزمين بكل ما يعنيه الجهاد العالمي”، ويعتبرون أنه “جلب الدمار والفشل لمجتمعاتهم فقط”.
وأضاف نصر نقلاً عن “الجولاني”: “يعرف ما يريد، ويعرف أن لديه نقاط ضعف ولكن أيضاً لديه بعض الأوراق التي يمكنه لعبها”.
وتابع في مقابلة مع “مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت” الأمريكي: “هناك تطور فريد.. مجموعة جهادية وقادة جهاديين يقولون لا نريد أي شيء يتعلق بالجهاد العالمي بعد الآن”.
“لا نريد محاربة الغرب”
وتتفق تصريحات “الجولاني” مع أبو مارية القحطاني أحد أبرز قادة “تحرير الشام”.
إذ ينقل نصر على لسانه: “لقد ارتكبنا أخطاء، نحن نعيش في الحروب منذ عقود، قضيت شبابي في الحرب والآن نبحث عن شيء آخر، لا نريد محاربة الغرب، حتى أننا نريد محاربة أولئك الذي يريدون استهداف الغرب من منطقتنا”.
وقال “القحطاني” إنّ “تحرير الشام تمنع الشباب من الالتحاق بالدولة الإسلامية والقاعدة، ليس فقط بالقوة، ولكن أيضاً عن طريق إقناعهم وإثبات أن لدينا نظاماً قابلاً للتطبيق وقادراً على العمل”.
وحول دعوته في وقتٍ سابق إلى حل تنظيم “القاعدة”، أضاف “القحطاني”: “دعوت إلى ذلك علانية.. لقد تواصلت مع القاعدة في اليمن وأخبرتهم أن عليكم التوقف”.
وتساءل القيادي، وفقاً لما ينقله الصحفي: “إذا كان رئيس القاعدة في إيران هو سيف العدل، فما الفائدة؟ لا نريد أن تكون منظمتنا السنية بقيادة إيران.. لذلك لا جدوى من ذلك”.
واعتبر نصر ـ الصحافي المهتم في الجماعات الجهادية ـ أنّ محاربة “تحرير الشام” لتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية ليس فقط لإرضاء الجمهور الغربي”.
ويعقّب بالقول: “جعلني الآخرون الذين تحدثت إليهم أفهم أنهم توصلوا إلى استنتاج مفاده أن مشاريع القاعدة والدولة الإسلامية ليست مشاريع قابلة للتطبيق”.
وفي ذات الوقت، يشير إلى أنّ المقاتلين الأجانب بطاقة بيد “تحرير الشام” لأنها “على استعداد للتعامل مع هذه التحديات”.
“دولة إسلامية حديثة”
ويقول نصر إنّ “تحرير الشام”: “تريد بناء دولة إسلامية حديثة، لديهم وزارات بالفعل، لكن هذه المكاتب صغيرة وأحياناً فارغة، هناك إرادة لفعل شيء ما”.
ويضيف: “أخبرتني شخصيات حكومة الإنقاذ التي تحدّث معها: لا نريد المال، نحن بحاجة إلى أن يدعمنا المجتمع الدولي سياسياً وأن يدعمنا بأشخاص لديهم المهارات لمساعدتنا في بناء هذه الإدارة، نحن لا نعيد البناء، نحن نبني من الصفر”.
وكان زعيم “تحرير الشام” قد اعتاد خلال السنوات الماضية إجراء مقابلات صحفية مع وسائل إعلام غربية.
وجاء ذلك في وقت تحدث مراقبون وخبراء في شؤون الجماعات الجهادية عن مساعي يقودها “الجولاني” لنزع صفة “الإرهاب” والتي ماتزال تلتصق به وبجماعته حتى الآن.
وتحظى “تحرير الشام” بالنفوذ الأكبر في محافظة إدلب، قياساً بباقي فصائل “الجيش الوطني السوري”.
وإلى جانب ما سبق زاد “الجولاني” خلال الأشهر الماضية من ظهوره في إدلب إلى جانب الأهالي، في سعي منه على ما يبدو لتحسين صورة “الهيئة”، بعد انتقادات وسخط شعبي تجاه سياستها، وتصنيفها منذ سنوات على قوائم “الإرهاب” بسبب فكرها الجهادي.