الجيش الأمريكي يعترض مُجدداً دورية روسية بريف الحسكة..ما معنى ذلك؟
أفاد ناشطون محليون، اليوم السبت، أن القوات الأمريكية، منعت الشرطة العسكرية الروسية، من المرور على الطريق الدولي M4 مقابل مدينة تل تمر بريف الحسكة.
وعلّق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” جوناثان هوفمان، على حادثة المنع الجديدة، بتأكيده أن العسكريين الأمريكيين سيبقون في مواقعهم في سورية، مشيراً إلى حرصهم على إبقاء الاتصال مع نظرائهم الروس تجنباً لوقوع اشتباكات بين الجانبين.
وقال المسؤول الأمريكي، في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية:”لقد قلنا بكل وضوح للدول والقوى الأخرى المتواجدة في المنطقة، أين تتموضع قواتنا. نحن نستخدم قنوات منع النزاعات لمنع حدوث أي سوء تفاهم أو صدام عرضي”.
ورُصدت قبل يومين، تحركات قوات أمريكية عسكرية، وتعزيزات كبيرة، برفقة قوات “قسد”، من مدينة الحسكة باتجاه الطريق الدولي” إم 4″ شرقي سورية.
ويتركز تحرك القوات الأمريكية على الطريق الدولي، باتجاه تل تمر، ضمن قوة مؤلفة من عشرات الجنود الأمريكيين، ضمن مصفحات عسكرية، رافقها طيران أمريكي حلّق في أجواء المنطقة.
وأوقفت دورية أمريكية، الثلاثاء الماضي، دورية روسية، كنت تحاول الوصول إلى منطقة رميلان النفطية في الحسكة، ثم عادت أدراجها من حيث أتت، للمرة الثالثة خلال أسبوع، حسب وكالة “الأناضول”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، نفت قبل أكثر من أسبوع ، تقارير عن قيام عسكريين أمريكيين، بمنع تسيير دورية روسية في محافظة الحسكة.
وقال رئيس ما يُسمى “المركز الروسي للمصالحة في سورية”، يوري بورينكوف، إن “ادعاءات بعض المصادر الإلكترونية الأجنبية، حول منع تسيير دورية روسية في محافظة الحسكة من قبل وحدات القوات المسلحة الأمريكية، غير صحيحة”، وفق “روسيا اليوم”.
وأشار بورينكوف، إلى أن قناة الاتصال الدائمة، التي تمت إقامتها سابقاً، بين قيادة مجموعة القوات الروسية في سورية، والمركز العملياتي للقوات المسلحة الأمريكية، من أجل منع وقوع حوادث تهدد حياة العسكريين، و”تؤدي مهامها كما هو مقرر لها”.
وتعمل روسيا على تسيير أرتال عسكرية بشكل دوري إلى مدينة القامشلي بريف الحسكة، قادمة من منطقة منبج عبر مدينة عين عيسى، ومنها إلى مدينة الدرباسية في الطريق إلى القامشلي.
وتألفت الأرتال حسب مصادر محلية، من آليات ثقيلة، ومدرعات، ومعدات عسكرية ولوجستية.
وكانت القوات الروسية، أنشأت نقطة عسكرية في محيط بلدة أبو راسين في ريف الحسكة، ورفعت الأعلام الروسية هناك، وذلك في إطار التحركات المكثفة للقوات الروسية وقوات الأسد، ضمن منطقة شمال شرق سورية.
وتُدخل واشنطن، قوات وآليات ثقيلة عبر معبر” سيمالكا”، مع إقليم شمال العراق، بشكل دوري، لتعزيز تواجدها في آبار النفط في الحسكة ودير الزور، إضافة إلى تقديم الدعم العسكري والتقني واللوجيستي لنقاط سيطرتها ولقوات “قسد” التي تدعمها.
تنافس روسي- أمريكي
وبات التنافس بين القوتين الروسية والأميركية، على بسط النفوذ شرق سورية، واضحاً في الفترة الأخيرة، فحوادث اعتراض الدوريات الأميركية لنظيرتها الروسية، تكررت عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط حديث عن نية موسكو بناء قاعدة عسكرية في منطقة رميلان.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية، كشفت عن أن القوات الروسية المتمركزة شمال شرقي سورية، شرعت بتأسيس وحدات عسكرية محلية، في مدينتي عامودا وتمر، التابعتين لمحافظة الحسكة، واللتان تضمان نقطتين عسكريتين روسيتين.
وأشارت الوكالة، إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن تجنيد 400 شاب، حيث سيتولى عناصر من “قسد” تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة، بإشراف روسي، وبهدف حماية القواعد والنقاط العسكرية الروسية ومرافقتها خلال التجول في المنطقة.
وتمركزت الشرطة العسكرية الروسية في 10 نقاط وقواعد على الأقل شمالي سورية، بعضها كانت قواعد أمريكية، قبل أن تنسحب منها الأخيرة إثر انطلاق عملية “نبع السلام” التي أطلقها الجيش التركي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.