تشهد جبهات منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي عمليات استطلاع يقوم بها ضباطٌ من الجيش التركي، في خطوة لتثبيت نقاط عسكرية جديدة، على غرار ما تم العمل عليه في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقال مصدر عسكري من ريف إدلب في تصريحات لـ”السورية.نت”، اليوم الاثنين، إن الجيش التركي يعتزم إنشاء نقاط عسكرية في بلدة قسطون بسهل الغاب.
وأضاف المصدر أن عدة آليات للجيش التركي دخلت إلى قسطون، منذ ساعات الصباح، وتمركزت فيها، وخاصة في منطقة مجمع المدارس وسط البلدة.
من جانبها ذكرت شبكات محلية من ريف حماة، بينها “مركز حماة الإعلامي” أن عناصر من الجيش التركي بدأوا بترميم إحدى الكتل المدرسية وسط بلدة قسطون وتجهيزها، من أجل التمركز فيها، في الأيام المقبلة.
وحسب المصدر فإن تحركات الجيش التركي الحالية في منطقة سهل الغاب بريف حماة تأتي من أجل سد “الثغرات” على الجبهات الواصلة بين ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي.
ويعتبر سهل الغاب من أهم المناطق “الاستراتيجية”، كونه يصل بين محافظات إدلب واللاذقية وحماة.
وتعتبر الخاصرة الغربية لسهل الغاب (معسكر جورين) نقطة ارتكاز لقوات بشار الأسد، تتصل بجبال الساحل المعقل الرئيسي لقوات الأسد.
ويأتي ما سبق بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مستمر من قبل قوات الأسد، على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، إلى جانب مناطق ريف حماة الغربي.
وتشهد إدلب منذ أسابيع هدوءاً يوصف بـ”الحذر”، يتخلله أحياناً خروقات من قبل قوات الأسد المدعومة من قبل روسيا، التي أعلنت أقدمت قبل أيام على عملية تسلل قتلت إثرها أكثر من عشرة عناصر من فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير”.
وحسب خريطة السيطرة الميدانية لإدلب، فإن ما يعمل عليه الجيش التركي يعتبر خارج إطار اتفاق “سوتشي” الأخير، الموقّع في آذار/ مارس 2020.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين قد اتفقا، في مارس 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين.
وقرر الطرفان تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) مع إنشاء “ممر آمن” بمسافة ستة كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
وكانت تركيا قد اتجهت في الأشهر الماضية إلى تعزيز قواتها بشكل رئيسي في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والتي تعتبر بوابة إدلب من الجنوب.
وجاءت تحركات الجيش التركي بعيداً عن الجانب الروسي، والذي كان قد توقف بشكل كامل عن المشاركة في تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي، منذ أكثر من أربعة أشهر.