الحريري يعود مجدداً لرئاسة الوزراء.. ويعد بحكومة لبنانية “غير حزبية”
كلّفت الرئاسة اللبنانية، رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، بتشكيل حكومة جديدة للبلاد، عقب استقالة حكومة مصطفى أديب نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.
واستدعى الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الخميس، سعد الحريري لتكلفيه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد حصوله على أصوات 64 نائباً في البرلمان من أصل 120، مقابل 53 صوتاً رافضاً وغياب صوتين اثنين، بحسب “الوكالة الوطنية للإعلام” الناطقة باسم الحكومة اللبنانية.
وتعهد الحريري، في مؤتمر صحفي، بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لوقف الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن الحكومة ستتشكل من اختصاصيين “غير حزبيين”، بحيث تكون مهمتها تطبيق الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية الواردة في المبادرة الفرنسية.
وأضاف الرئيس المُكلّف أنه “عازم على وقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ في بيروت”، مردفاً “سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة”.
يُشار إلى أن النائب عن “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني، امتنع عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، معللاً ذلك حسب ما نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عنه، بقوله: “موقفنا سياسي بحت وليس شخصياً، وهو نابع من اعتماد معايير واحدة في تأليف أي حكومة (…) تعرضنا لحملة من التجني وصلت إلى حد التطاول على حريتنا وهذا نوع من الترهيب السياسي والتيار لا يفرط في حقه”.
واعتبر باسيل أن تكليف الحريري “مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكونات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل”.
وتشهد الساحة اللبنانية منذ أشهر تخبطات سياسية، زادت عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي، الذي أودى بحياة 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6 آلاف وتشرد 300 ألف آخرين، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالعاصمة اللبنانية.
يُشار إلى أنها المرة الرابعة التي يتكلف فيها الحريري برئاسة الحكومة اللبنانية، وكان قد استقال في من منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عقب أسبوعين على الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد حينها، بسبب الأوضاع المعيشية المتردية.
وتمت تسمية حكومة حسان دياب في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، المؤلفة من 20 وزيراً، خلفاً لحكومة الحريري السابقة، إلا أن دياب أعلن استقالة حكومته عقب انفجار مرفاً بيروت، الذي أثار غضباً شعبياً في الشارع اللبناني.
وتسلّم مصطفى أديب مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية بعد استقالة حكومة دياب، إلا أنه اعتذر عقب أسابيع، معلناً فشله في إقناع الأطراف السياسية بالموافقة على اختياراته، حيث كانت حقيبة المالية محط خلاف بحسب تقارير لبنانية.
ويواجه سعد الحريري حالياً مهمة شاقة في تشكيل الحكومة، بظل مبادرة فرنسية يُشرف عليها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أجرى زيارتين إلى لبنان منذ وقوع انفجار المرفأ، متعهداً بالضغط على الساسة اللبنانيين لإجراء الإصلاحات المطلوبة.