قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، إن بلاده تجهز للرد رسمياً على مذكرة النظام السوري، التي اعترض فيها على وجود أبراج مراقبة بريطانية، عند الحدود السورية- اللبنانية.
وعقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس الأحد، قال بو حبيب في تصريحات صحفية إن لبنان “لا يقبل أن تشكل هذه الأبراج أي أمر عدائي تجاه سورية”.
مؤكداً أن الهدف منها هو “مراقبة الحدود ووقف عمليات التسلل والتهريب”.
وبحسب بو حبيب، فإن وزارة الخارجية اللبنانية تنتظر رد الجيش اللبناني على المذكرة السورية قبل صياغة جوابها.
مضيفاً أن “التشاور حول هذه المسائل الكبرى يتم على أعلى المستويات داخلياً، من أجل الخروج بالحلول الأنسب التي تضمن استقرار لبنان”.
وحول توقيت المذكرة السورية، قال الوزير اللبناني إنها تزامنت مع عرض بريطاني بزيادة أبراج المراقبة في جنوب لبنان، إثر التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل بعد حرب غزة.
انتقادات لبنانية
وكانت صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله”، ذكرت في تقرير لها، الجمعة الماضي، أن خارجية نظام الأسد وجهت رسالة لوزارة الخارجية اللبنانية حملت “إعلاناً خطيراً”.
وخصّت الرسالة الأبراج البريطانية المنتشرة على الحدود اللبنانية- السورية، من مصب النهر الكبير في الشمال إلى ما بعد منطقة راشيا في البقاع.
واعتبر النظام في رسالته أن “الأبراج التي أنشأها البريطانيون تشكل تهديداً للأمن القومي السوري”.
وجاء فيها أن “الناتج المعلوماتي من هذه المعدّات، يصل إلى أيدي البريطانيين، وأن العدو الإسرائيلي يستفيد من الناتج لاستهداف الأراضي السورية وتنفيذ ضربات في العمق السوري”.
ويعود تشييد هذه الأبراج إلى أكثر من 14 عاماً، وتم نشر دفعات جديدة منها خلال السنوات القليلة الماضية، ما دفع النظام السوري للاعتراض عليها، بحسب ما قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، جوني منير لموقع “النشرة“.
مضيفاً أن ممثلاً عن الجيش اللبناني ذهب قبل أربع سنوات إلى دمشق، وأوضح لمسؤولي النظام السوري كل المعلومات المتعلقة بهذه الأبراج وكاميرات المراقبة.
وأضاف: “اقتنع النظام بمحدودية دورها المتعلق بالمحيط اللبناني، وبأنها لا تمثل تهديداً تجسسياً”.
وانتقد سياسيون لبنانيون مذكرة الاعتراض التي أرسلها النظام السوري للخارجية اللبنانية، معتبرين أنها “تخوين للجيش اللبناني”.
إذ نقلت صحيفة “نداء الوطن” عن مصادر رسمية لبنانية قولها إن المذكرة “وقحة وتخوّن الجيش اللبناني شكلاً ومضموناً”.
وأضافت: “رسالة الخارجية السورية، تأتي بعد مرور أكثر من 14 عاماً على وجود هذه الأبراج على الحدود الشمالية، وأكثر من 7 أعوام على وجودها على الحدود الشرقية، وتزامناً مع الطرح البريطاني القاضي ببناء أبراج مماثلة على الحدود الجنوبية”.
ويرى لبنان أن وجود هذه الأبراج “ضروري”، ويهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين الحماية للحدود اللبنانية مع سورية، ومنع أنشطة التهريب والتسلل.