اختتمت أعمال الجولة الثامنة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، أمس الجمعة دون تحقيق أي تقدم فعلي على صعيد كتابة الدستور، فيما تحدث المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون عن “حالة من العجز المستمر”.
ويقود جولات هذا المسار السياسي المثير للجدل بين أوساط السوريين وفد من المعارضة السورية وآخر من نظام الأسد، إضافة إلى وفد من شخصيات “المجتمع المدني”.
وقال مكتب بيدرسون في بيان صحفي، اليوم السبت: “ظلت الاختلافات كبيرة حول بعض النصوص، فيما كانت هناك بوادر لأرضية مشتركة حول بعض النصوص الأخرى”.
وفي الوقت ذاته، أشار المبعوث الخاص إلى بطء وتيرة العمل والعجز المستمر عن التوصل إلى أوجه اتفاق مبدئية في شكل ملموس، وعن تحديد مجالات يمكن أن تشهد تحسناً كبيراً.
ولم تعلن الأطراف المشاركة عن أي اتفاق أو قواسم مشتركة، عقب اجتماعها الذي دام لخمسة أيام في جنيف، ما عدا نقطة تتعلق بتحديد موعد الجولة التاسعة في 25 من شهر يوليو المقبل.
وقال الرئيس المشارك عن وفد المعارضة، هادي البحرة إنّ الوفود أجرت خلال الجولة الثامنة “نقاشات عميقة حول مواد أساسية في الدستور، وبدأت نقاشات جدّية بين مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية والرئيسين المشتركين حول آليات عمل اللجنة الدستورية”.
كما “ناقشت توقيت وتواتر انعقاد الجلسات، وسبل الوصول إلى تفاهمات خلال كل دورة، بالإضافة إلى بحث عن وسائل لتسريع عمل اللجنة الدستورية وزيادة فعاليتها”.
وأضاف البحرة أنّ المعارضة تناقش مع بيدرسون التواتر الزمني لبقية الجولات، كأن يكون هناك اجتماع لكل دورة لمدة أسبوع، والفاصل الزمني بين الدورة والأخرى نحو أسبوعين، بعد أن تمّ إقرار الجولة المقبلة ما بين 25 يوليو و29 من الشهر ذاته.
في المقابل لم يصدر عن وفدي النظام السوري والمجتمع المدني أي تعليق على نتائج هذه الجولة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وأنشئت اللجنة الدستورية السورية في سبتمبر / أيلول عام 2019، وعقدت أول اجتماعاتها بعد شهر.
ويؤدي بيدرسون دور “الوسيط” في المحادثات بين 15 ممثلاً عن كل من حكومة نظام الأسد والمعارضة والمجتمع المدني.
ونوقشت خلال الجولة الثامنة “الإجراءات القسرية الأحادية الجانب من منطلق دستوري وسمو الدستور وتراتبية الاتفاقات الدولية والحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيزها والعدالة الانتقالية”.
ونوقشت أيضاً مسودات النصوص الدستورية على مدار يوم واحد لكل مبدأ من المبادئ التي قدمها كل وفد.
وفي اليوم الخامس الجمعة قدمت الوفود تعديلات على النصوص في ضوء مناقشات الأسبوع، وتمت مناقشة هذه التعديلات.
وعقدت سبع جولات سابقة للجنة الدستورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلا أن لم يصدر عنها أي شيء.
ووصف بيدرسون اجتماعات الجولة السابعة وسابقاتها بأنها مخيبة للآمال، رغم ترحيب من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.