“السورية.نت” في مخيمات إدلب المنكوبة..صور إثر عاصفة شردت النازحين أساساً
خلّفت العاصفة المطرية التي تضرب منطقة شمال غربي سورية منذ مساء أمس السبت، مأساة إنسانية إضافية في مخيمات النازحين شمالي محافظة إدلب، وسط مناشدات بضرورة التحرك لتقديم الاستجابة الإنسانية الطارئة.
وقال مراسل “السورية.نت” في إدلب، إنّ “العاصفة المطرية سببت أضراراً واسعة وجزئية في مخيمات النازحين العشوائية، نتيجة غرق خيام للسكّان وتحوّل الطرقات المؤدية إلى الخيام لمستنقعات طينية تشل حركة القاطنين”.
وأشار إلى أنّ “عدداً من المخيمات أطلقت نداءات استغاثة لتقديم الاستجابة الإنسانية لقاطني الخيام منذ ساعات الصباح الأولى، تزامناً مع هطول أمطار غزيرة”.
ووثق فريق “منسقو الاستجابة”، اليوم الأحد، تضرر 24 مخيماً في منطقة شمال غربي سورية، نتيجة العاصفة المطرية الحالية.
شلل في الحركة
أبرز ما يمكن رصده من أضرار العاصفة المطرية، هو تحوّل طرقات وأزقة الخيام إلى واحات طينية، تعرقل حركة سكان المخيمات من خلالها، إلى جانب تضرر الخيام والعوازل وتلفها مع مرور الزمن وعوامل الجوّ.
يقول حسين الحمد، وهو مهجّر من قاطني مخيم “سيالة” شمالي إدلب، إنّ سكان المخيم منذ ساعات الصباح الأولى “يلتزمون خيامهم وغير قادرين على الحركة بعد غرق المخيم نتيجة مياه المطار وإغلاق طريق المخيم الوحيد بعد أن صار مستنقعاً طينياً”.
وأشار في حديثه لـ”السورية.نت”، إنّ “مشهد الغرق متكرر في المخيم منذ سنوات، دون القدرة على تغيير الواقع نتيجة شح الدعم المادي والإنساني المقدّم لهم”.
بدوره محمود الحسين، وهو مدير المخيم، يوضح لـ”السورية.نت” أنّ “طريق المخيم لا يمكن تسويته أو تحسينه بمواد إسمنتية، لأن الأرض التي يقوم عليه المخيم مستأجرة من مالك خاص ولا يسمح بشقّ طريق ضمن أرضه”.
وقال إنّ “سكان المخيم خلال ساعات الليل وخلال تساقط الأمطار لم يقدروا على النوم بشكل جيد، خوفاً من غرق خيامهم علاوةً على تسلل مياه الأمطار إلى مفروشاتهم ومقتنياتهم داخل الخيم”.
بإمكانيات معدومة..سكان المخيمات يتجهزون لفصل الشتاء في إدلب (صور)
وعن أبرز متطلبات قاطني المخيم في ظل العاصفة المطرية، شددّ الحسين على “ضرورة توصيل مساعدات تشمل أغطية وشوادر وعوازل خارجية وداخلية للخيام لتقيهم برد الشتاء ومياه الأمطار”.
عليوي العليوي، مدير مخيم الصالحية قرب بلدة كفرعروق شمالي إدلب، قال لـ”السورية.نت” اليوم الأحد، إنّ “العاصفة المطرية أدت إلى تمزيق عدد من الخيام، الأمر الذي دفع قاطنيها إلى مغادرتها”.
ويوضح أنّ “العائلات التي تضررت إما لجأت إلى أقاربها أو جيرانها، ريثما ترمم الأضرار التي لحقت بخيامهم”.
“لا استجابة”
وقال فريق “منسقو الاستجابة” في بيان اليوم، إنّ “المنطقة لم تشهد أية استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين”، معتبراً أنّ “محافظة إدلب تشهد ازدياداً في الحاجة لتقديم المساعدات، مع غياب أية رؤية واضحة للتخفيف من حدة الأزمة التي تزداد يوماً بعد يوم”.
وطالب الفريق كافة الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني بتنسيق الجهود، وإنشاء قاعدة بيانات للمتضررين، مع تحديد آلية سريعة لتعويض الأضرار والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ أكثر من 10 سنوات.
ومع بداية كل شتاء، تتجدد مأساة سكان مخيمات النازحين شمالي غربي سورية، بسبب تضرر خيامهم وسط تراجع ملحوظ في البنى التحتية.
ويعيش نحو مليون ومائة ألف إنسان في شمال غربي سورية، ضمن أكثر من ألفٍ ومائتي مخيم، نحو ثلثها عبارة عن مخيمات عشوائية لا تتوفر فيها خدمات الحد الأدنى للحياة الطبيعية.
و عندما نزحت آلاف العائلات من مناطق سكنها الأصلية في إدلب وشمال حماه ومناطق أخرى، اضطرت للإقامة ضمن هذه المخيمات التي أقيمت على عجلٍ في أراضٍ زراعية أو مساحات كانت مهجورة، وبقيت تعيش فيها مأساة شبه يومية منذ سنوات، نتيجة العمليات العسكرية لقوات الأسد وحلفاءه.