إدلب وحلب: 142 ألف نازح بأربعة أيام والبرد يُهدد 800 ألف
كشفت الأمم المتحدة، عن نزوح 142 ألف شخصاً من منازلهم في الشمال السوري، خلال الأربعة أيام الأخيرة، مشيرةً إلى أن موجة البرد القارسة تُهدد 800 ألف مدني نزحوا، جراء تواصل العمليات العسكرية لقوات الأسد بدعم روسي-إيراني على المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الجمعة، إن الأيام الأربعة الماضية فقط (بين 9 -12 فبراير/شباط) شهدت نزوح 142 ألف مدني، شمال غربي سورية.
وذكرت “أوتشا” في تغريدة على موقع “تويتر” نقلًا عن مصادر ميدانية، قولها إن الوضع الإنساني حرج، في ظل استمرار القتال وظروف الشتاء القاسية وتفاقم الاحتياجات.
مكتب #الأمم_المتحدة للشؤون الإنسانية(#أوتشا): 142 ألف نازح في شمال غرب #سوريا خلال الأيام الأربعة الماضية فقط.
إقرأ/ي المقال التالي وإكتشف/ي أكثر عن #النزوح السوري:https://t.co/BBT5kg0lLh pic.twitter.com/MoAyFgzdTT
— UNIC Beirut (@UNICBeirut) February 14, 2020
وأوضح المكتب أن عدد النازحين بالمنطقة تجاوز الـ 800 ألف شخص، منذ مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي، 60% منهم أطفال، وبعضهم توفي بسبب البرد القارس.
من جانبه وثق فريق “منسقو استجابة سوريا”، العامل في الشمال السوري، وفاة أكثر من 9 أشخاص، بينهم أطفال، بسبب البرد والحروق والاختناقات في مخيمات النازحين، خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب الفريق، فإن النساء والأطفال يشكلون 81% من عدد النازحين الجدد، وهم الأكثر تضرراً ومعاناة.
ومن بين النازحين 550 ألف شخص نزحوا إلى مناطق داخل إدلب، مثل الدانا ومعرّة مصرين، بينما نزح أكثر من 250 ألف إلى شمالي حلب من بينها عفرين وعزاز وجندريس والباب.
ووصل آلاف النازحين إلى الحدود السورية التركية مؤخراً، هرباً من الحملة العسكرية لقوات الأسد على مناطق ريفي حلب الجنوبي والغربي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي.
واضطر هؤلاء إلى السكن في خيام داهمها الصقيع وغطاها الثلج، ما جعل حياة المدنيين بداخلها في خطر الموت “برداً”.
وتؤكد منظمة “الدفاع المدني” أن أكثر من مليون نازح إضافي توافدوا إلى الحدود السورية التركية.
وأشارت إلى أن موجات نزوح هي الأضخم تشهدها محافظة إدلب وريف حلب الغربي باتجاه الحدود السورية التركية، نتيجة الحملات العسكرية و الهجمات الوحشية للطيران الروسي وقوات الأسد المستمرة منذ عدة أشهر.
توثيق حالات الوفاة بسبب البرد
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد أصدرت، تقريراً، الخميس، قالت فيه إنها وثقت مقتل 167 مواطناً سورياً، بينهم 77 طفلاً، توفوا بسبب البرد منذ مارس/ آذار 2011.
وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن حالات الوفاة بسبب البرد، تعود إلى ثلاثة أسباب؛ في مقدمتها التشريد والنزوح، حيث أن إقامة النازحين في العراء أو في خيام بدائية، وعدم توفر ملابس أو مواد تدفئة، كان السبب الرئيسي للوفاة.
كما أن الحصار الذي تعرضت به بعض المدن والبلدات السورية “شكّل سبباً من أسباب الوفاة جراء البرد، حيث توفي أشخاص في منازلهم بعد أن انعدمت لديهم وسائل التدفئة، في المناطق التي عانت حصاراً طويلاً من قبل قوات النظام السوري، أو في مخيمي الهول بريف الحسكة، وعين عيسى بريف الرقة، اللذان فرضت عليهما قوات سوريا الديمقراطية حصاراً أيضاً”.
وأضافت الشبكة أن التعذيب كان أحد أسباب الوفاة بسبب البرد أيضاً، كونه مورس كأسلوب تعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لنظام الأسد، حيث يُمنع المعتقلون من ارتداء ملابس مناسبة، ويحرمون من الوسائد والأغطية اللازمة خلال البرد.
يشار إلى أن أعداد النازحين تجاوزت 700 ألف شخص منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، و”هذا أكبر رقم تسجله أعداد النازحين منذ بدء الصراع في سوريا قبل نحو 9 سنوات من الآن”، وفق ما قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، الثلاثاء الماضي.